للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩)}

[نزول الآية]

٢٢٧٨٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: قال كعب بن أسد، وعبد الله بن صُورِيا، وشأسُ بن قيس: اذهبوا بنا إلى محمد، لعلنا نَفتِنُه عن دينه. فأتوه، فقالوا: يا محمد، إنّك قد عَرَفتَ أنّا أحبار يهود وأشرافهم وساداتُهم، وإنّا إن اتَّبَعْناك اتَّبعَنا يهود، ولم يُخالفونا، وإنّ بيننا وبين قومنا خصومة فنُحاكمهم إليك، فتَقْضِي لنا عليهم، ونؤمن لك ونُصدِّقُك. فأبى ذلك؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} إلى قوله: {لقوم يوقنون} (١). (٥/ ٣٤٣)

٢٢٧٨٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أنْزَلَ اللَّهُ} إليك في الكتاب، يعني: بين اليهود. وذلك أنّ قومًا من رءوس اليهود من أهل النضير اختلفوا، فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى محمد، لعلنا نفتِنه ونرده عما هو عليه، فإنّما هو بشر إذن (٢) فيستمع. فأتوه، فقالوا له: هل لك أن تحكم لنا على أصحابنا أهل قريظة في أمر الدماء، كما كنا عليه من قبل، فإن فعلت فإنّا نبايعك ونطيعك، وإنّا إذا بايعناك تابعك أهل الكتاب كلهم؛ لأنّا سادتهم وأحبارهم، فنحن نفتنهم ونُزِلهم عما هم عليه حتى يدخلوا في دينك. فأنزل الله - عز وجل - يُحَذِّر نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: {ولا تَتَّبِعْ أهْواءَهُمْ} (٣). (ز)

[النسخ في الآية]

٢٢٧٨٥ - عن عبد الله بن عباس، قال: نُسِخت من هذه السورة: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم}. قال: فكان مُخيَّرًا حتى نزَلت: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله}، فأُمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحكم بينهم بما في كتاب الله (٤). (٥/ ٣٤٤)


(١) أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/ ٥٦٧ - ، وابن جرير ٨/ ٥٠٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٥٤ (٦٤٩٨)، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٥٣٣ - ٥٣٦.
إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(٢) كذا في المطبوع، ولعلها: بَشَرٌ أُذُنٌ، أي: مستمعٌ لما يُقال له، قابلٌ له. لسان العرب (أذن).
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٨٢ - ٤٨٣.
(٤) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>