الجِيَف، وكان مسجد قباء في بني سالم، وبُني بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيام (١). (ز)
٣٣٦١٩ - قال عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج-: بنو عمرو بن عوف استأذنوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في بُنيانِه، فأذِن لهم، ففرغوا منه يوم الجمعة، فصلَّوْا فيه الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد. قال: وانهار يوم الاثنين. قال: وكان قد استنظرهم ثلاثًا؛ السبت، والأحد، والاثنين، {فانهار به في نار جهنم} مسجد المنافقين، انهار فلم يَتَناهَ دون أن وقع في النار. ولقد ذُكِر لنا: أنّ رجالًا حفروا فيه، فأبصروا الدخان يخرج منه (٢). (٧/ ٥٣٨)
٣٣٦٢٠ - عن سفيان بن عيينة -من طريق أصبغ-: أنّه لا يزال منه دخان يَثُور؛ لقوله:{فانهار به في نار جهنم}. ويُقال: إنّه بُقعة في نار جهنم (٣)[٣٠٥١]. (٧/ ٥٣٨)
[آثار متعلقة بالآية]
٣٣٦٢١ - عن جابر بن عبد الله -من طريق طَلْق بن حبيب- قال: لقد رأيتُ الدُّخان
[٣٠٥١] أفادت الآثارُ أنّ مسجد الضرار قد انهار في نار جهنم حقيقة. وخالف ابنُ عطية (٤/ ٤١٣) فرجَّح أنّ قوله: {فانهار به في نار جهنم} خرج مخرج المثل، ولم يكن حقيقة، فقال: «وقوله: {فانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ} الظاهر منه وما صحَّ من خبرهم وهدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجدهم أنّه خارِجٌ مَخْرَج المَثَل، أي: مَثَل هؤلاء المُضارِّين مِن المنافقين في قصدهم معصية الله وحصولهم من ذلك على سخطه كمن ينهار بنيانه في نار جهنم». ثم انتقد مستندًا لعدمِ الثّبوت قولَ مَن جعل ذلك حقيقةً، فقال: «وقيل: بل ذلك حقيقة، وإنّ ذلك المسجد بعينه انهار في نار جهنم، قاله قتادة وابن جريج. وروي عن جابر بن عبد الله وغيره أنّه قال: رأيتُ الدخان يخرج منه على عهد رسول - صلى الله عليه وسلم -. ورُوِي في بعض الكتب: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه حين انهار حتى بلغ الأرض السابعة، ففزع لذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورُوِي: أنهم لم يُصَلُّوا فيه أكثر من ثلاثة أيام، أكملوه يوم الجمعة، وصلوا فيه يوم الجمعة وليلة السبت، وانهار يوم الاثنين. وهذا كله بإسناد لين، وما قدمناه أصوب وأصح، وكذلك بقي أمره والصلاة فيه مِن قبل سفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك إلى أن قَفَل منها».