وعلَّقَ ابن عطية (٥/ ٤٣٧) على القول الثاني مبيّنًا مستند أصحابه بقوله: «استندوا إلى قوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام} [الفتح: ٢٧]، وعُظم المقصد هنا إنما هو مكة، وروى بعض هذه الفرقة عن أم هانئ أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء في بيتي. وروى بعضها عن النبي - عليه السلام - أنه قال: «فُرج سقف بيتي». وهذا يلتئم مع قول أم هانئ». ورجَّحَ ابنُ جرير (١٤/ ٤٢٠) القولَ الأولَ استنادًا إلى الأعرف، فقال: «أولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله - عز وجل - أخبر أنه أسرى بعبده من المسجد الحرام، والمسجد الحرام هو الذي يتعارفه الناس بينهم إذا ذكروه». وهو ظاهر كلام ابن تيمية (٤/ ١٩٧)، وكذا ابنُ كثير (٨/ ٣٧٣). [٣٧٨٢] قال ابنُ عطية (٥/ ٤٣٧): «سماه: الأقصى، أي: في ذلك الوقت كان أقصى بيوت الله الفاضلة مِن الكعبة، ويحتمل أن يريد بالأقصى: البعيد، دون مفاضلة بينه وبين سواه، ويكون المقصد إظهار العجب في الإسراء إلى هذا البُعد في ليلة».