للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

راحيل؛ يوسف وأخيه؟! فقال بنيامين: ما لَقِيَ ابنا راحيل منكم؟! أمّا يوسف فقد فعلتم به ما فعلتم، وأمّا أنا فسَرَّقْتُمُونِي. قالوا: فمَن جَعَل الإناءَ في متاعك؟ قال: جعله في متاعي الذي جعل الدراهمَ في أمتعتكم. فلمّا ذكر الدراهمَ شتموه، وقالوا: لا تَذْكُرِ الدراهمَ. مخافة أن يُؤْخَذُوا بها (١). (ز)

٣٧٩١٢ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: فلمّا سمعها يوسف قال: {أنتم شر مكانا}. سِرًّا في نفسه، {ولم يبدها لهم} (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٣٧٩١٣ - عن ابن عيينة، عن رجل منهم يُقال له: نسيبة، قال: لَمّا لَقِي يوسفُ أخاه قال: هل تَزَوَّجت بعدي؟ قال: نعم. قال: وما شَغَلَك الحزنُ عَلَيَّ؟ قال: إنّ أباك يعقوب قال لي: تَزَوَّج؛ لعل اللهُ أن يَذْرَأَ مِنك ذُرِّيَّةً يُثقِّلون -أو قال: يُسَكِّنُون- الأرض بتسبيحةٍ (٣). (٨/ ٢٩٩)

{قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨)}

٣٧٩١٤ - قال مقاتل بن سليمان: {قالوا} أي: إخوةُ يوسف ليوسف: {يا أيها العزيز} وذلك أنّ أرض مصر صارت إليه، وهو خازن المَلِك، {إنّ له} يعني: لِبنيامين {أبا شيخا كبيرا} حزينًا على ابنٍ مفقود؛ {فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين} إلينا إن فعلت بنا ذلك (٤). (ز)

٣٧٩١٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ثُمَّ قالوا ليوسف: {قالُوا يا أيُّها العَزِيزُ إنَّ لَهُ أبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أحَدَنا مَكانَهُ إنّا نَراكَ مِنَ المُحْسِنِينَ}: إنّا نرى ذلك منك إحسانًا إن فعلتَ (٥) [٣٤٢٧]. (ز)


[٣٤٢٧] ذكر ابنُ عطية (٥/ ١٢٨) في قوله: {فخذ أحدنا مكانه} احتمالين: أحدهما: «أن يكون مجازًا، وهم يعلمون أنّه لا يصح أخذُ حُرٍّ لِيُسْتَرَقَّ بدلَ مَن أحكمت السنة رقه، وإنما هذا كما تقول لمن تكره فعله: اقتلني ولا تفعل كذا وكذا. وأنت لا تريد أن يقتلك، ولكنك تبالغ في اسْتِنزاله، وعلى هذا يتجه قول يوسف: {مَعاذَ اللَّهِ}؛ لأنّه تَعَوُّذ مِن غير جائز». والآخر: «أن يكون قولهم: {فَخُذْ أحَدَنا مَكانَهُ} حقيقة، وبعيد عليهم -وهم أنبياء- أن يريدوا استرقاق حُرٍّ، فلم يبق إلا أن يريدوا بذلك طريق الحمالة، أي: خذ أحدنا حتى ينصرف إليك صاحبك».
وكذا ذكر في قوله: {إنا نراك من المحسنين} احتمالين، فقال: «وقولهم: {إنّا نَراكَ مِنَ المُحْسِنِينَ} يحتمل أن يريدوا وصفَه بما رأوه من إحسانه في جميع أفعاله معهم ومع غيرهم. ويحتمل أن يريدوا: إنّا نرى لك إحسانًا علينا في هذه اليد إن أسديتها إلينا. وهذا تأويل ابن إسحاق».

<<  <  ج: ص:  >  >>