للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دمائهم وصلاح ذات بينهم. قال: أخرجتُ مِن هذه؟ قالوا: اللَّهُمَّ نعم. وأَمّا قولكم: إنّه قاتل ولم يَسْبِ ولم يَغْنَم. أتَسْبُونَ أُمَّكُم؟! أمْ تَسْتَحِلُّون منها ما تَسْتَحِلُّون من غيرها؟! فقد كفرتم، وإن زعمتم أنّها ليست بأُمِّكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام؛ إنّ الله تعالى يقول: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: ٦]، وأنتم تَتَرَدَّدُون بين ضلالتين، فاختاروا أيتهما شئتم. أخَرَجْتُ من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. وأَمّا قولُكم: محا اسمَه من أمير المؤمنين. فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا قريشًا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابًا، فقال: «اكتُب: هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسول الله». فقالوا: واللهِ، لو كُنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله. فقال: «واللهِ، إنِّي لَرسول الله وإن كذَّبتموني، اكتب، يا علي: محمد بن عبد الله». ورسول اللهِ كان أفضلَ مِن عليٍّ، أخرجت مِن هذه؟ قالوا: اللَّهُمَّ نعم. فرجع منهم عشرون ألفًا، وبقي منهم أربعة آلاف، فقُتِلوا (١). (٤/ ٤١١)

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}

١٨٠٢٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة، أو سعيد بن جبير- قوله: {اعبدوا الله}، أي: وحِّدوا (٢). (ز)

١٨٠٢٩ - قال مقاتل بن سليمان: {واعبدوا الله} يعني: وحِّدوا الله، {ولا تشركوا به شيئا} من خلقه (٣). (ز)

١٨٠٣٠ - عن سفيان الثوري، في قول الله تعالى: {ولا تشركوا به شيئا}، قال: لا تخافوا معه غيره (٤). (ز)


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١٠/ ١٥٧ - ١٥٨ (١٨٦٧٨)، والطبراني في الكبير ١٠/ ٢٥٧ (١٠٥٩٨) واللفظ لهما، وقد أخرج قطعة منه أحمد ٥/ ٢٦٣ (٣١٨٧)، والحديث عند الحاكم ٢/ ١٦٤ (٢٦٥٦) بلفظ: فرجع منهم ألفان.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»، وقال الذهبي في التلخيص: «على شرط مسلم». وقال ابن تيمية في منهاج السنة ٨/ ٥٣٠: «فروى أبو نعيم بالإسناد الصحيح» ثم ذكره. وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ٢٣٩ - ٢٤١ (١٠٤٥٠): «رواه الطبراني، وأحمد ببعضه، ورجالهما رجال الصحيح».
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٣/ ٩٤٧.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٣٧١ - ٣٧٢.
(٤) تفسير الثوري ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>