للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ربنا} واللهُ لا يشاءُ الشرك، ولكن يقول: إلا أن يكونَ اللهُ قد عَلِم شيئًا؛ فإنّه قد وسِع كلَّ شيءٍ علمًا (١) [٢٥٨٨]. (٦/ ٤٨٠)

٢٨٢٥٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وما يكون لنا أن نعود فيها} وما ينبغي لنا أن ندخل في ملتكم الشرك، {إلا أن يشاء الله ربنا} فيدخلنا في ملتكم، {وسع} يعني: مَلَأَ {ربنا كل شيء علما} فعلمه، {على الله توكلنا} لقولهم لشعيب: {لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا} (٢). (ز)

{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (٨٩)}

٢٨٢٦٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة- قال: ما كنتُ أدري ما قولُه: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} حتّى سمعتُ ابنةَ ذي يَزَنَ تقولُ: تعال أُفاتِحُك. يعني: أُقاضِيك (٣). (٦/ ٤٨١)


[٢٥٨٨] لم يذكر ابنُ جرير (١٠/ ٣١٩) في تفسير قوله تعالى: {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا} غير قول السدي.
وذكر ابنُ عطية (٣/ ٦١٥ بتصرف) عدة احتمالات في الاستثناء الوارد في الآية: أولها: أن يريد: إلا أن يسبق علينا من الله في ذلك سابقٌ وسوء وينفذ منه قضاء لا يرد. وهو موافق لقول السدي، وقد وجَّهه بقوله: «والمؤمنون هم المُجَوِّزون لذلك، وشعيب قد عَصَمَتْه النبوة». ورجّحه مستندًا إلى ظاهر الآية بقوله: «وهذا أظهر ما يحتمل القول ... وقوله: {عَلى اللَّهِ تَوَكَّلْنا} استسلام لله، وتمسك بلفظه، وذلك يؤيد التأويل الأول في قوله: {إلا أن يشاء الله}». ثانيها: ويحتمل أن يريد استثناء ما يمكن أن يَتعبد اللهُ به المؤمنين مما يفعله الكفار من القربات. ثالثها: ويحتمل أن يريد بذلك معنى الاستبعاد، كما تقول: لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب. وهذا تأويل إنما هو للمعتزلة الذين من مذهبهم أنّ الكفر والإيمان ليسا بمشيئة من الله تعالى، فلا يترتب هذا التأويل إلا عندهم، وهذا تأويل حكاه المفسرون ولم يشعروا بما فيه. رابعها: إنّ هذا الاستثناء إنما هو تستر وتأدب. ويقلق هذا التأويل من جهة استقبال الاستثناء، ولو كان في الكلام «إن شاء الله» قوي هذا التأويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>