للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة؛ قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} (١). (٥/ ١٨٦)

٢١٣٨٩ - قال مقاتل بن سليمان: {اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، يعني: يوم عرفة، فلم ينزل بعدها حلال، ولا حرام، ولا حكم، ولا حَدٌّ، ولا فريضة، غير آيتين من آخر سورة النساء: {يَسْتَفْتُونَكَ} [النساء: ١٧٦]. {اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} يعني: شرائع دينكم، أمر الحلال والحرام؛ وذلك أنّ الله -جَلَّ ذِكْرُه- كان فَرَض على المؤمنين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والإيمان بالبعث، والجنة، والنار، والصلاة ركعتين غدوة، وركعتين بالعشي، شيئًا غير مُؤَقَّت، والكف عن القتال قبل أن يُهاجِر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفُرضت الصلوات الخمس ليلة المِعْراج وهو بعدُ بمكة، والزكاة المفروضة بالمدينة، ورمضان، والغُسل من الجنابة، وحج البيت، وكل فريضة، فلما حجَّ حجة الوداع نزلت هذه الآية يوم عرفة، فبَرَكَت ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لنزول الوحي بجَمْع، وعاش النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدها إحدى وثمانين ليلة، ثم مات يوم الاثنين لليلَتَيْن خَلَتا من شهر ربيع الأول، وهي آخر آية نزلت في الحلال والحرام (٢). (ز)

٢١٣٩٠ - عن سفيان الثوري: {اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}، قال: نزل يوم عرفة، في يوم جمعة (٣). (ز)

[تفسير الآية]

٢١٣٩١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {وما أهل لغير الله به}، قال: ما أُهِلَّ للطواغيت به [١٩٤٦] (٤). (٥/ ١٧٥)


[١٩٤٦] قال ابنُ جرير (٨/ ٥٥) مُبَيِّنًا معنى الآية، ومستندًا إلى قول أهل التأويل: «إنما عنى بقوله: {وما أهل لغير الله به}: وما ذُبِح للآلهة وللأوثان، يُسَمّى عليه غير اسم الله».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>