للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ}

١٤٣٢٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ودوا ما عنتم}، يقول: ما ضللتم (١). (٣/ ٧٣٨)

١٤٣٢٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ودوا ما عنتم}، يعني: ما أثِمْتُم لدينكم في دينكم (٢). (ز)

١٤٣٢٩ - عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- {ودوا ما عنتم}، يقول: ودَّ المنافقون ما عَنِتَ المؤمنون في دينهم (٣). (٣/ ٧٣٨)

١٤٣٣٠ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {ودوا ما عنتم}، يقول: في دينكم، يعني: أنهم يَوَدُّون أن تَعْنَتُوا في دينكم (٤). (ز)

{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}

١٤٣٣١ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {قد بدت البغضاء من أفواههم}، يقول: مِن أفواه المنافقين إلى إخوانهم من الكفار؛ مِن غِشِّهم للإسلام وأهلِه، وبُغضِهم إيّاهم (٥) [١٣٦٢]. (٣/ ٧٣٩)


[١٣٦٢] انتَقَدَ ابنُ جرير (٥/ ٧١٣ - ٧١٤) مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية قولَ قتادة، فقال: «وهذا القول الذي ذكرناه عن قتادة قولٌ لا معنى له؛ وذلك أنّ الله -تعالى ذِكْرُه- إنّما نهى المؤمنين أن يتَّخِذوا بِطانَةً مِمَّن قد عَرَفوه بالغِشِّ والبغضاء للإسلام وأهله، إمّا بأدلةٍ ظاهرة، وإمّا بإظهار الموصوفين بذلك العداوة والشَّنآن والمناصبة لهم، فأمّا مَن لم يَتَثَبَّتوا مِن معرفتهم بذلك فغيرُ جائز أن يكونوا نُهوا عن مخالَّتهم ومصادقتهم إلا بعد تعريفهم إيّاهم، إمّا بأعيانهم وأسمائهم، وإمّا بصفاتٍ قد عرفوهم بها. وإذ كان ذلك كذلك، وكان ما يُبْدِيه المنافقون مِن بُغضٍ للمؤمنين إلى إخوانهم مِن الكفار غير مُدْرِك به المؤمنون، علاوةً على إظهار المنافقين الإيمان بألسنتهم، والتَّوَدُّد للمؤمنين؛ كان بيِّنًا أنّ الذين نهى الله المؤمنين عن اتخاذهم بِطانةً هم الذين قد ظهرت لهم بغضاؤُهم بألسنتهم، وأنهم هم الذين وصفهم -تعالى ذِكْرُه- بأنهم أصحاب النار هم فيها خالدون مِمَّن كان له ذِمَّةٌ وعهدٌ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، مِن أهل الكتاب؛ وكانوا بَيْن أظهر المؤمنين أيّام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم لو كانوا المنافقين لكان الأمر فيهم على ما قد بيَّنّا، ولو كانوا الكفار ممن قد ناصب المؤمنين الحرْب لم يتّخذْهم المؤمنون بطانةً مع اختلاف بلادهم وافتراق أمصارهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>