ووجَّه ابنُ عطية (٦/ ١٤٤) القول الأول بقوله: «والعذاب المتوعَّد به -على هذا- هو عذاب جهنم». ووجَّه القول الثاني بقوله: «فالعذاب -على هذا- ما يَلْقى في قبره وما بعده». ووجَّه القول الثالث بقوله: «فالعذاب -على هذا- هو قتلهم بالسيف». [٤٣٢١] وجَّه ابنُ تيمية (٤/ ٣٤٦) قول من قال بأن معنى: {وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}: فصل بأمر ربك، فقال: «وتوجيه هذا أن قوله:» بحمده «أي: بكونه محمودًا، كما قد قيل في قول القائل: سبحان الله وبحمده؛ قيل: سبحان الله ومع حمده أسبِّحه، أو أسبِّحه بحمدي له، وقيل: سبحان الله وبحمده سبَّحناه، أي: هو المحمود على ذلك، كما تقول: فعلتُ هذا بحمد الله، وصلينا بحمد الله، أي: بفضله وإحسانه الذي يَستحقُّ الحمدَ عليه، وهو يرجع إلى الأول، كأنه قال: بحمدِنا لله فإنه المستحق لأن نحمده على ذلك. وإذا كان ذلك بكونه المحمود على ذلك فهو المحمود على ذلك، حيث كان هو الذي أمَر بذلك وشَرَعَه، فإذا سبَّحنا سبَّحنا بحمده، كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ} الآية [آل عمران: ١٦٤]. وقد يكون القائل الذي قال:» فسبح بحمد ربك «أي: بأمره؛ أراد: المأمور به، أي: سبّحه بما أمرك أن تُسبِّحه به، فيكون المعنى: سَبِّح التسبيحَ الذي أمركَ ربُّك به، كالصلاة التي أمرك بها. وقولنا: صليتُ بأمر الله، وسبَّحتُ بأمر الله. يتناول هذا وهذا، يتناول أنه أمرَ بذلك ففَعَلْتُه بأمْرِه لم أبتدعْه، وأني فعلتُ بما أمرني به لم أبتدعْ».