للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَمِيعًا} بعذاب، أو بموت، فمَن الذي يحول بينه وبين ذلك. ثم عظَّم الرَّبُّ -جل جلاله- نفسَه عن قولهم حين قالوا: إنّ الله هو المسيح ابن مريم. فقال سبحانه: {ولِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ} يقول: إليه سلطان السموات والأرض، {وما بَيْنَهُما} من الخلق، {يَخْلُقُ ما يَشاءُ} يعني: عيسى شاء أن يخلقه من غير بشر، {واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من خلق عيسى من غير بشر وغيره من الخلق قدير. مثلها في آخر السورة (١). (ز)

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨)}

[نزول الآية]

٢١٩٨٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعمان بن أضا، وبحري بن عمرو، وشأس بن عدي، فكلمهم وكلموه، ودعاهم إلى الله، وحذَّرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا، يا محمد؟! نحن -واللهِ- أبناء الله، وأحباؤه. كقول النصارى؛ فأنزل الله فيهم: {وقالت اليهود والنصارى} إلى آخر الآية (٢). (٥/ ٢٣٨)

٢١٩٨٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وقالَتِ اليَهُودُ} يهود المدينة؛ منهم كعب بن الأشرف، ومالك بن الضيف، وكعب بن أسيد، وبحري بن عمرو، وشماس بن عمرو، وغيرهم، {والنَّصارى} من نصارى نجران؛ السيد، والعاقب، ومن معهما، قالوا جميعًا: {نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأَحِبّاؤُهُ}. (٣). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٦٣ - ٤٦٤. يشير إلى قوله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ وما فِيهِنَّ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢٠)}.
(٢) أخرجه ابن إسحاق -كما في السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٥٦٣ - ، ومن طريقه ابن جرير ٨/ ٢٦٩، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٥٣٥. وعزاه السيوطي في الدر ٥/ ٢٣٩ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس.
قال السيوطي في الإتقان ٦/ ٢٣٣٦ عن هذه الطريق: «هي طريق جيدة، وإسنادها حسن، وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا».
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>