للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٩٦٣ - قال مقاتل بن سليمان: {ومَتَّعْناهُمْ إلى حِينٍ} إلى منتهى آجالهم، فأخبِرهم -يا محمد- أنّ التوبة لا تنفعهم عند نزول العذاب (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٣٤٩٦٤ - عن عائشة، قالت: قال رسولُ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُنجِي حَذَرٌ مِن قَدَر، وإنّ الدعاء يَدفعُ مِن البلاء، وقد قال اللهُ في كتابه: {إلا قوم يونسَ لمّا ءامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين}» (٢). (٧/ ٧١٠)

٣٤٩٦٥ - عن عليّ بن أبي طالب -من طريق أبي علقمة الهاشمي- قال: إنّ الحَذَر لا يَرُدُّ القَدَر، وإنّ الدعاء يَرُدُّ القَدَر، وذلك في كتاب الله: {إلّا قوم يُونُس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي} (٣). (٧/ ٧٠٨)

٣٤٩٦٦ - عن عبد الله بن عباس، قال: إنّ الدعاء لَيَرُدُّ القضاءَ وقد نزل مِن السماء، اقرءُوا إن شئتُم: {إلا قومَ يونُس لمّا آمنوا}، فدَعَوْا، صُرِف عنهم العذابُ (٤). (٧/ ٧٠٨)

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩)}

٣٤٩٦٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا}، {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله}، ونحو هذا في القرآن، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحرص أن يؤمن جميعُ الناس، ويتابعوه على الهدى، فأخبره اللهُ أنّه لا يؤمن مِن قومه إلا مَن قد سبق له مِن الله السعادةُ في الذِّكْرِ الأول، ولا يَضِلُّ إلا مَن سَبَقَ له مِن الله الشقاءُ في الذِّكر الأول (٥) [٣١٦٥]. (ز)


[٣١٦٥] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٥٣٠ - ٥٣١) أنّ معنى الآية: أنّ هذا الذي تَقَدَّم إنّما كان جميعه بقضاء الله عليهم ومشيئته فيهم، ولو شاء الله لكان الجميع مؤمنًا، فلا تأسف أنت -يا محمد- على كُفْرِ مَن لم يؤمن بك، وادعُ ولا عليك، فالأمرُ محتوم، أفتريد أنت أن تُكْرِه الناس بإدخال الإيمان في قلوبهم وتضطرهم إلى ذلك والله - عز وجل - قد شاء غيره. ثم علَّق بقوله: «فهذا التأويل الآيةُ عليه محكمة، أي: ادعُ وقاتِل مَن خالفك، وإيمان مَن آمن مصروف إلى المشيئة». وذكر أنّ فرقة قالت: المعنى: أفأنت تكره الناس بالقتال حتى يدخلوا في الإيمان. وزَعَمَتْ أنّ هذه الآية في صدر الإسلام، وأنها منسوخة بآية السيف، ثم علَّق بقوله: «والآية -على كلا التأويلين- رادَّةٌ على المعتزلة».

<<  <  ج: ص:  >  >>