ونسبه ابنُ عطية (٧/ ٥٥٠ - ٥٥١) للحسن بن أبي الحسن، وذكر أنّ الآية تحتمل القولين، وأنّ «القوم» -على القول الأول-: قريش، ثم العرب، وعلى الثاني: أمته بأجمعها. ورجَّح ابنُ تيمية (٥/ ٥٢٦) القول الثاني، وذكر أنه أصح القولين. وانتقد الأول الذي قاله ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والسُّدّيّ، وابن زيد، ومقاتل، ومجاهد، مستندًا إلى ظاهر الآية، والدلالة العقلية، فقال: «وليس بشيء؛ فإنّ القرآن هو شرفٌ لِمَن آمن به مِن قومه وغيرهم، وليس شرفًا لجميع قومه، بل مَن كذّب به منهم كان أحقّ بالذّم كما قال تعالى: {تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ} [المسد: ١]، وقال تعالى: {وكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وهُوَ الحَقّ} [الأنعام: ٦٦]، بخلاف كونه تذكرة وذكرى؛ فإنّه تذكرة لهم ولغيرهم، كما قال تعالى: {قُلْ لا أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أجْرًا إنْ هُوَ إلاَّ ذِكْرى لِلْعالَمِينَ} [الأنعام: ٩٠]، فعمّ العالمين جميعهم، فقال: {وما تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ هُوَ إلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ}».