للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بين ظهراني المسلمين، فلحق بالمشركين؛ فأنزل الله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى} (١). (ز)

٢٠١٩١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم}، قال: اختان رجل من الأنصار عمًّا له دِرْعًا، فقذف بها يهوديًّا كان يغشاهم، فجادل عمُّ الرجل قومه، فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عَذَرَه، ثم لحق بدار الشرك؛ فنزلت فيه: {ومن يشاقق الرسول} الآية (٢). (٤/ ٦٨٩)

٢٠١٩٢ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-: ... فلمّا فضح الله طعمة بالمدينة بالقرآن هَرَب حتى أتى مكة، فكفر بعد إسلامه، ونزل على الحجاج بن عِلاطٍ السُّلَمِيّ، فنَقَب بيت الحجاج، فأراد أن يسرقه، فسمع الحجاج خشخشته في بيته وقَعْقَعَة جلود كانت عنده، فنظر، فإذا هو بطعمة، فقال: ضيفي وابن عمي! فأردت أن تسرقني؟! فأخرجه، فمات بحَرَّة بني سليم كافرًا، وأنزل الله فيه: {ومن يشاقق الرسول} إلى: {وساءت مصيرا} (٣). (٤/ ٦٨٥)

٢٠١٩٣ - عن مقاتل بن سليمان، نحوه (٤) [١٨٤٥]. (ز)

[تفسير الآية]

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}

٢٠١٩٤ - قال الحسن البصري: {ومن يشاقق الرسول} أي: يُفارق، {ويتبع غير


[١٨٤٥] أفادت الآثارُ الاختلاف في مَن نزلت فيهم الآية، وقد رجَّح ابنُ عطية (٣/ ٢٣) العمومَ، فقال: «قوله تعالى: {ومن يشاقق} الآيةَ لفظٌ عامٌّ نزل بسبب طعمة بن أبيرق؛ لأنه ارتدَّ، وسار إلى مكة، فاندرج الإنحاء عليه في طيِّ هذا العموم المتناول لِمَن اتصف بهذه الصفات إلى يوم القيامة».

<<  <  ج: ص:  >  >>