للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُتّاب الوحي، ولما توفي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- استبقاه عمر في المدينة مقرئًا ومعلمًا.

اختلف في وفاته اختلافًا كثيرًا، فقيل: في خلافة عمر عام ١٩ هـ أو عام ٢٠ هـ، أو عام ٢٢ هـ وقيل: في خلافة عثمان عام ٣٠ هـ أو ٣٢ هـ (١).

* منزلته في العلم والتفسير:

كان أُبَيّ بن كعب من أعلم الصحابة وأفقههم، فعن مسروق، قال: "وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة: عمر، وعلي، وأُبي، وزيد، وأبي الدرداء، وابن مسعود، ثم انتهى علمهم إلى: علي، وعبد اللَّه" (٢).

وقد كان -رضي اللَّه عنه- أقرأ الصحابة للقرآن، شهد له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك فقال: "وأقرؤهم لكتاب اللَّه أُبَيّ بن كعب" (٣)، بل جاء الحديث بأن اللَّه عزَّ وجلَّ أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقرأ على أُبي سورة البينة (٤)، وكفى بذلك منقبة ومكانة. وقد قرأ على أبَيٍّ جمع من الصحابة وكبار التابعين، من أشهرهم: أبو هريرة، وعبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن السائب، وعبد اللَّه بن عياش المخزومي، وأبو العالية، وأبو عبد الرحمن السلمي.

وما ورد من مكانة أُبي في العلم والإقراء؛ يدل على رسوخه وعمق علمه بالقرآن ومعانيه؛ لأن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- لم يكونوا يجاوزون القرآن حتى يعلموا أحكامه ومعانيه، وقد ذكر السيوطي أُبَيًّا في الصحابة العشرة الذين اشتهروا بالتفسير (٥)، ولكن عند


(١) وقد استدل من قال بأنه توفي في خلافة عثمان بأثر عن ابن سيرين يدل على أن عثمان -رضي اللَّه عنه- انتدبه فيمن جمع القرآن، وعقّب الذهبي على ذلك بقوله: "هذا إسناد قوي، لكنه مرسل، وما أحسب أن عثمان ندب للمصحف أُبَيًّا، ولو كان كذلك لاشتهر، ولكان الذكر لأُبَيّ لا لزيد, والظاهر وفاة أُبَيّ في زمن عمر، حتى إن الهيثم بن عدي وغيره ذكرا موته سنة تسع عشرة، وقال محمد بن عبد اللَّه بن نمير، وأبو عبيد، وأبو عمر الضرير. مات سنة اثنتين وعشرين، فالنفس إلى هذا أميل". سير أعلام النبلاء ١/ ٤٠٠. وقد اعتمدت الموسوعة وفاته عام ١٩ هـ.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢/ ٢٤٣.
(٣) أخرجه الترمذي ٥/ ٦٦٤ (٣٧٩٠)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٢٢٤).
(٤) أخرجه البخاري ٦/ ١٧٥ (٤٩٦٠)، ومسلم ١/ ٥٥٠ (٧٩٩).
(٥) قال السيوطي في الإتقان (ط. المجمع) ٦/ ٢٣٢٥ - ٢٣٣٨: "اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد اللَّه بن الزبير" ثم ذكر أنه رُوي الكئير من التفسير عن علي بن أبي طالب، وأكثر منه عن ابن مسعود، وعن ابن عباس ما لا يحصى كثرة، ثم قال: "وأما أُبَيّ بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرًا وكذا الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده". وفي كون المروي عن أُبي بن كعب الكثير من التفسير نظر، إذ الوارد عنه قليل جدًّا مقارنة بابن عباس وابن مسعود وعلي -رضي اللَّه عنهم-، بل فاقه في التفسير -كما في إحصاءات =

<<  <  ج: ص:  >  >>