٢١٨٨٠ - عن عبد الله بن كثير -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله:{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط} الآية، نزلت في يهود حين ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعينهم في دِيَةٍ، فهَمُّوا لِيَقْتُلوه، فذلك قوله:{ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} الآية (١)[٢٠٠٢]. (٥/ ٢١٩)
[تفسير الآية]
٢١٨٨١ - قال مقاتل بن سليمان:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسْطِ} يعني: قَوّالِين بالعدل، شهداء لله، {ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} يقول: لا تَحْمِلَنَّكم عداوةُ المشركين، يعني: كفار مكة {عَلى ألّا تَعْدِلُوا} على حُجّاج ربيعة، وتستحلوا منهم مُحَرَّمًا، {اعْدِلُوا هُوَ أقْرَبُ لِلتَّقْوى واتَّقُوا اللَّهَ} فاعدلوا؛ فإنّ العدل أقرب للتقوى، يعني: لخوف الله - عز وجل -، {إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ}، يعِظُهم ويُحَذِّرُهم (٢). (ز)
[٢٠٠٢] قال ابنُ تيمية (١/ ٤٥٦): «هذه الآية نزلت بسبب بُغْضِهم للكفار، وهو بُغْضٌ مأمور به، فإذا كان هذا قد نُهِي صاحبُه أن يَظْلِم مَن أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل، أو شبهة، أو هوًى؟! والعدل مما اتفق أهل الأرض على مدحه، والظلم مما اتفقوا على ذمه».