للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك العموم، بل هو أصل التداخل والتشعب بين الطبقات ومشكلته.

وذلك لأن نسبة شخص معين إلى طبقة معينة أو تاريخ معين باعتبار تاريخ وفاته غير دقيق، لاختلاف أعمار الجيل الواحد ما بين معمر وقصير العمر (١)، لذا كان الأدق النظر باعتبارات عدة، من تاريخ مولد الشخص إلى الطبقة التي عاصرها معظم سني عمره إلى سنة وفاته للخروج بتحديد أدق لطبقته (٢).

وعليه؛ اخترت مبدأ ومنتهى طبقات السلف في التفسير؛ باعتبار كون أهل الطبقة المقصودة هم الأغلب والمقدمون وجمهور أهل العلم في تلك الطبقة، إضافة إلى الضابط الأصيل في تعريف الصحابي، والتابعي، وتابع التابعي، مع مراعاة التواريخ المتعلقة بذلك؛ كتاريخ الميلاد، وتاريخ بدء طلب العلم، وتاريخ الوفاة؛ فخَلصتُ إلى هذه الطبقات:

* أولًا: طبقة الصحابة:

من خلافة أبي بكر الصديق عام (١١ هـ) إلى نهاية خلافة عبد اللَّه بن الزبير عام (٧٣ هـ): وهم طبقتان:

أ- كبار الصحابة: في عصر الخلفاء الراشدين (١١ - ٤٠ هـ).

ب- صغار الصحابة: في عصر الدولة الأموية السفيانية (٤١ - ٧٣ هـ).

* ثانيًا: طبقة التابعين:

في عصر الدولة الأموية المروانية (٧٣ - ١٣٢ هـ)، ونظرًا لكثرتهم وامتدادهم منذ عهد النبوة جعلتهم على ثلاث طبقات:

أ- كبار التابعين: وهم الذين أدركوا زمن النبوة ولم يروا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويعرفون بـ (المخضرمين)، وقد أدركوا كبار الصحابة.

ب- أواسط التابعين: (٧٣ - حدود عام ١٠١ هـ: عام وفاة عمر بن عبد العزيز).


(١) من أوضح الأمثلة لذلك علمان من أعلام صغار التابعين؛ هما: إبراهيم النخعي وسليمان التيمي فإنهما ولدا في حدود عام ٤٦ هـ، ثم توفي النخعي مبكرًا عام ٩٦ هـ -وهذا ضمن أواخر حدود طبقة كبار التابعين-، بينما طال العمر بالتيمي فتوفي في حدود عام ١٤٣ هـ -وهذا ضمن حدود أوائل طبقة كبار أتباع التابعين-، فلو حددنا طبقة كل منهما بتاريخ وفاته لكان بينهما بونًا شاسعًا وهما متقاربان مولدًا!
(٢) ومن هنا فاعتبار ابن جرير (ت: ٣١٠ هـ) -مثلًا- من أهل القرن الرابع غير دقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>