ثم رجَّح (١٦/ ٥٧٢ - ٥٧٣) مستندًا إلى السياق قراءة {أذن} بالفتح، و {يقاتِلون} بالكسر، فقال: «غير أن أحب ذلك إلي أن أقرأ به: {أذَن} بفتح الألف، بمعنى: أذن الله -لقرب ذلك من قوله: {إن الله لا يحب كل خوان كفور} - أذِنَ الله في الذين لا يحبهم للذين يقاتِلونهم بقتالهم، فيُردُّ (أذن) على قوله: {إن الله لا يحب}، وكذلك أحب القراءات إلَيَّ في: «يُقاتِلُونَ» كسر التاء، بمعنى: الذين يقاتلون مَن قد أخبر الله عنهم أنه لا يحبهم، فيكون الكلام متصلًا معنى بعضه ببعض». وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٥٢) أنّ صور الإذن تختلف قوتها بحسب القراءات، فمن قرأ: {يقاتلون} بفتح التاء فالإذن فيها ظاهر أنه في مجازاة، ومن قرأ بالكسر فهو في ابتداء القتال.