ووجّه ابنُ عطية (٥/ ٢٢٤ ط: دار الكتب العلمية) القول الأول، فقال: «وسُمّي نجمًا لأنه نَجَم، أي: ظهر وطلع، وهو مناسب للشّجر نسبة بيّنة». وعلّق على القول الثاني، فقال: «وقال مجاهد، وقتادة، والحسن: النّجم: اسم الجنس من نجوم السماء، والنسبة التي لها من السماء هي التي للشجر من الأرض؛ لأنهما في ظاهرهما».
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٢/ ١٧٥) -مستندًا إلى دلالة السياق- القول الأول، فقال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب قول مَن قال: عنى بالنجم: ما نجم من الأرض مِن نَبتٍ. لعطف الشّجر عليه، فكان بأن يكون معناه لذلك: ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان لله، بمعنى: أنه تسجد له الأشياء كلّها المختلفة الهيئات من خَلقِه؛ أشبه وأولى بمعنى الكلام من غيره». ورجّح ابنُ كثير (١٣/ ٣١٤) -مستندًا إلى النظائر- القول الثاني، فقال: «وهذا القول هو الأظهر -والله أعلم-؛ لقوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} الآية [الحج: ١٨]».