وانتقد (١٣/ ٤٠٢ - ٤٠٣) ما جاء في قول مجاهد مِن تخصيص العبرة بيوسف وإخوته مستندًا للسياق، ودلالة العموم، فقال: «وهذا القول الذي قاله مجاهد، وإن كان له وجه يحتمله التأويل؛ فإنّ الذي قلنا في ذلك أولى به؛ لأنّ ذلك عَقِيب الخبر عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - وعن قومه مِن المشركين، وعقيب تهديدهم ووعيدهم على الكفر بالله وبرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومُنقَطِعٌ عن خبر يوسف وإخوته، ومع ذلك أنّه خبر عامٌّ عن جميع ذوي الألباب، أنّ قصصهم لهم عبرة، وغير مخصوص بعض به دون بعض، فإذا كان الأمر على ما وصفتُ في ذلك فهو بأن يكون خَبَرًا عن أنّه عبرة لغيرهم أشبه». ثم قال: «والرواية التي ذكرناها عن مجاهد من رواية ابن جريج أشبه به أن تكون مِن قوله؛ لأنّ ذلك موافق القولَ الذي قلناه في ذلك».