للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذكر قصة ذلك]

١٧٢٧ - عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: لقد ذُكِر أنّه كان لَيَأْمُرُ بالقَصَبِ فيُشَقّ حتى يجعل أمثال الشِّفار (١)، ثم يُصَفُّ بعضه إلى بعض، ثم يؤتى بالحُبالى من بني إسرائيل، فيُوقَفْنَ عليه، فيَحُزَّ أقدامَهُنَّ، حتى إنّ المرأة مِنهُنَّ لتَمْصَع بولدها (٢)، فيقع من بين رجليها، فتظل تَطَؤُه تَتَّقِي به حَدَّ القَصَبِ عن رجلها لِما بلغ مِن جَهْدِها، حتى أسْرَف في ذلك، وكاد يُفْنِيهم، فقيل له: أفْنَيْتَ الناس، وقطعت النَّسْل، وإنهم خَوَلُك وعُمّالُك. فأمر أن يقتل الغلمان عامًا، ويُسْتَحْيوا عامًا. فوُلِد هارون في السنة التي يُسْتَحْيا فيها الغلمان، ووُلِد موسى في السنة التي فيها يُقْتَلون (٣). (ز)

١٧٢٨ - عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسْباط- قال: كان من شأن فرعون أنّه رأى في منامه أنّ نارًا أقْبَلَت من بيت المقدس، حتى اشتملت على بيوت مصر، فأحرقت القِبْطَ، وتركت بني إسرائيل، وأخربت بيوت مصر، فدعا السَّحَرة والكَهَنة والعافَة (٤) والقافَة (٥) والحازَة (٦)، فسألهم عن رُؤْياه، فقالوا له: يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه -يعنون: بيت المقدس- رجل يكون على وجهه هلاك مصر. فأمر ببني إسرائيل أن لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه، ولا تولد لهم جارية إلا تُرِكَتْ. وقال للقبط: انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجًا فأدخلوهم، واجعلوا بني إسرائيل يَلُون تلك الأعمال القذرة. فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم، وأدخلوا غلمانهم؛ فذلك حين يقول الله -تبارك وتعالى-: {إن فرعون علا في


(١) الشِّفار: جمع شَفْرَة، وهي السكين العريضة. المحيط في اللغة (شفر).
(٢) مصعت الأم بولدها: أن تُلْقِي به بزحرة واحدة. لسان العرب (مصع).
(٣) أخرجه ابن جرير ١/ ٦٤٩.
(٤) العافة: جمع عائف، وهو المتكهن بالطير وغيرها. القاموس المحيط (عيف).
(٥) القافة: جمع قائف، وهو الذي يعرف الآثار. لسان العرب (قوف).
(٦) الحازَة: هم الذين يزجرون الطير. تفسير ابن أبي حاتم ١/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>