للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الثاني مرحلة الكتابة والتدوين]

هذا الموضوع متشعب الأطراف؛ ومختلف الجوانب، لذا يصعب الخوض فيه، نظرًا لتناوله مرحلة زمنية معتمة من حيث الرصد والتتبع التاريخي، وطويلة -نسبيًّا- ذات مراحل مختلفة ومتباينة، إضافة إلى كونها متداخلة إن أردت تحديدها بدقة، وقد اشتهر لدى المعاصرين ما كتبه د. محمد حسين الذهبي (ت: ١٣٩٧ هـ) -رحمه اللَّه-، بأن التفسير المأثور مر بأربع خطوات، حاصلها فيما يلي (١):

الأولى: الرواية بالمشافهة، وذلك في عصر الصحابة والتابعين.

الثانية: تدوين الحديث النبوي، حيث كان التفسير بابًا من أبوابه، ثم أورد عددًا من المحدثين -وكلهم من أتباع التابعين- الذين صنفوا كتبًا في الحديث، وذكر أن "جمعهم للتفسير جمعًا لباب من أبواب الحديث، ولم يكن جمعًا للتفسير على استقلال وانفراد" (٢).

الثالثة: انفصال علم التفسير عن علم الحديث، حتى أصبح علمًا قائمًا بنفسه، وذكر أن ذلك تم على أيدى طائفة من العلماء أورد بعضًا منهم، وكلهم ممن جاء بعد أتباع التابعين.

الرابعة: مرحلة اختصار الأسانيد.

وتبعه على ذلك كثير ممن ألَّف في تاريخ التفسير ومناهج المفسرين دون تمحيص وتحرير للمسألة، وهو تقرير غير دقيق، ومجرد فرضيات ينقضها الواقع التاريخي للتفسير، حيث رويت آثار عديدة تدل على استقلال علم التفسير والتدوين فيه مبكرًا منذ عهد الصحابة كما سيأتي بيانه (٣)، بل إن قوله تناقض عندما استطرد وذكر شيئًا


(١) ينظر: التفسير والمفسرون ١/ ١٠٤ - ١٠٧.
(٢) التفسير والمفسرون ١/ ١٠٤.
(٣) ينظر في مناقشة ذلك: مقال "التنكيت على مراحل التفسير عند الذهبي في التفسير والمفسرون"، للدكتور =

<<  <  ج: ص:  >  >>