ووجَّه ابنُ عطية (٢/ ٣٥٠ - ٣٥١) هذا العطف بقوله: «فقوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} اعتراض أثناء الكلام، وقوله: {أوْ يَتُوبَ} معناه: فيسلمون، وقوله: {أوْ يُعَذِّبَهُمْ} معناه: في الآخرة بأن يوافوا على الكفر». ثم ذكر ابنُ جرير احتمالًا آخر أن المعنى: «ليس لك من الأمر شيءٌ حتى يتوب عليهم، فيكون نصبُ {يَتُوبَ} بمعنى: أو، التي هي في معنى: حتى». ووجَّهه ابنُ عطية بقوله: «فيجيء بمنزلة قولك: لا أفارقك أو تقضيني حقي، وكما تقول: لا يتم هذا الأمر أو يجيء فلان، وقوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} ليس باعتراض على هذا التأويل، وإنما المعنى الإخبار لمحمد - عليه السلام - أنه ليس يتحصل له من أمر هؤلاء الكفار شيء يؤمله إلا أن يتوب الله عليهم فيُسلمون، فيرى محمد - عليه السلام - أحد أمَلَيْه فيهم، أو يعذبهم الله بقتلٍ في الدنيا، أو بنارٍ في الآخرة أو بهما، فيرى محمد - صلى الله عليه وسلم - الأمل الآخر، وعلى هذا التأويل فليس في قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} ردعٌ كما هو في التأويل الأول». ورجَّح ابنُ جرير المعنى الأول مستندًا إلى الدلالة العقلية، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنه لا شيء من أمر الخلق إلى أحدٍ سوى خالقهم قبل توبة الكفار وعقابهم، وبعد ذلك». وكذا ابنُ عطية قائلًا: «وذلك التأويل الأول أقوى».