٤٢٣٥٦ - عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}. قال:{سبحان} تنزيه الله تعالى، {الذي أسرى} بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، ثم ردَّه إلى المسجد الحرام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
قلت له لما علا فَخرُهُ ... سبحان مِن عَلقَمةَ (٢) الفاخِرِ (٣). (٩/ ١٣٩)
٤٢٣٥٧ - قال مقاتل بن سليمان:{سبحان}، يعني: عجب (٤)[٣٧٧٧]. (ز)
[٣٧٧٧] قال ابنُ جرير (١٤/ ٤١١ - ٤١٢): «وللعرب في التسبيح أماكن تستعمله فيها: فمنها الصلاة، كان كثيرٌ من أهل التأويل يتأولون قول الله: {فلولا أنه كان من المسبحين} [الصافات: ١٤٣]: فلولا أنّه كان من المصلين. ومنها الاستثناء، كان بعضهم يتأول قول الله تعالى: {ألم أقل لكم لولا تسبحون} [القلم: ٢٨]: لولا تستثنون، وزعم أنّ ذلك لغة لبعض أهل اليمن، ويستشهد لصحة تأويله ذلك بقوله: {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون} [القلم: ١٧ - ١٨]، قال: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} [القلم: ٢٨]، فذكَّرهم تركهم الاستثناء. ومنها النور، وكان بعضهم يتأول في الخبر الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لولا ذلك لأحرقت سُبُحات وجهه ما أدركت من شيء» أنه عنى بقوله: «سبحات وجهه»: نور وجهه».