للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُفّارًا (١). (٤/ ٦٢٠)

١٩٧٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: {كذلك} يعني: هكذا {كنتم من قبل} الهجرة، بمنزلة مرداس؛ تأمنون في قومكم بالتوحيد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لقوكم، فلا تخيفون أحدًا بأمرٍ كان فيكم تأمنون بمثله قبل هجرتكم (٢).

١٩٧٣٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم}، قال: كُفّارًا مثله (٣) [١٨٠٦]. (ز)

{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}

١٩٧٣٨ - عن سعيد بن جبير -من طريق عبد الله بن كثير- في قوله: {فمن الله عليكم} فأظهر الإسلام، فأعلنتم إيمانكم (٤). (٤/ ٦٢٠)

١٩٧٣٩ - عن سعيد بن جبير -من طريق قيس بن سالم- قال: {فمن الله


[١٨٠٦] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في معنى: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِن قَبْلُ} على أقوال: الأول: كما كان هذا الذي قتلتموه مستخفيًا في قومه بدينه خوفًا على نفسه منهم، كذلك كنتم مستخفين من قومكم بإسلامكم، خائفين منهم على أنفسكم، فمَنَّ الله عليكم. وهو قول سعيد بن جبير. الثاني: كما كان الذي قتلتموه بعد ما ألقى إليكم السَّلَم كافرًا، كذلك كنتم كفارًا، فهداكم الله كما هدى الذي قتلتموه. وهو قول ابن زيد، وقتادة، ومسروق.
ورجَّح ابنُ جرير (٧/ ٣٦٤) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وعلَّل ذلك، فقال: «لأن الله إنما عاتب الذين قتلوه من أهل الإيمان بعد إلقائه إليهم السَّلَم، ولم يُقَدْ به قاتِلُوه لِلَّبْسِ الذي كان دخل في أمره على قاتليه بمُقامه بين أظهر قومه من المشركين، وظنِّهم أنه ألقى السَّلَم إلى المؤمنين تعوُّذًا منهم، ولم يعاتبهم على قتلهم إيّاه مشركًا، فيقال: كما كان كافرًا كنتم كفارًا، بل لا وجه لذلك؛ لأنّ الله -جلَّ ثناؤه- لم يُعاتِب أحدًا من خلقه على قتل محاربٍ لله ولرسوله من أهل الشرك بعد إذنه له بقَتْلِه».

<<  <  ج: ص:  >  >>