لكنّ ابنُ جرير (٤/ ٦٧٠ - ٦٧١)، وابنُ عطية (٢/ ٦٦) انتَقَدا قولَ مجاهد والحسن ومن نحا نحوهم، استنادًا إلى لغة العرب. قال ابنُ جرير: «وهذا التأويل الذي ذكرناه عن مجاهد والحسن تأويل بعيد المعنى مما يدلّ عليه ظاهر التلاوة». وبيَّن أنّه لو كان التأويل كما قالوا لكانت العبارة: وتثَبُّتًا من أنفسهم. ثم أبطل حجة مَن زعم أنّ {تثبيتًا} مصدر غير قياسي للفعل تثَبَّتَ. وكذلك فعل ابنُ عطية، فقال: «إن قال محتَجٌّ: إنّ هذا من المصادر التي خرجت على غير المصدر، كقوله تعالى: {وتبتل إليه تبتيلًا} [المزمل: ٨]، وكقوله: {أنبتكم من الأرض نباتًا} [نوح: ١٧]. فالجواب: أنّ هذا لا يسوغ إلا مع ذكر المصدر، والإفصاح بالفعل المتقدِّم للمصدر، وأما إذا لم يقع إفصاح بفعل فليس لك أن تأتي بمصدر في غير معناه، ثم تقول: أحمِلُه على فعل كذا وكذا. لفعل لم يتقدم له ذكر، هذا مهيع كلام العرب فيما علمت».