وقد ذكر ابنُ كثير (١٠/ ٣٢٦) هذه الأقوال، ثم رجّح القول الثالث مستندًا إلى السياق، فقال: «وقال السدي: {يلق أثاما}: جزاء. وهذا أشبه بظاهر الآية؛ ولهذا فسره بما بعده مبدلًا منه، وهو قوله: {يضاعف له العذاب يوم القيامة}». ورجّح ابنُ جرير (١٧/ ٥٠٥ - ٥١٣ بتصرف) صحّة جميعها مستندًا إلى أقوال أهل التأويل: «{يلق أثاما} يقول: يلق من عقاب الله عقوبة ونكالًا، كما وصفه ربنا -جل ثناؤه-، وهو أنه {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}. وبنحو الذي قلنا في الأثام مِن القول قال أهل التأويل، إلا أنهم قالوا: ذلك عقاب يعاقِب الله به مَن أتى هذه الكبائر بواد في جهنم يدعى: أثامًا». [٤٧٦٣] ذكر ابنُ جرير (١٧/ ٥١٥) هذه القراءة وقراءة مَن قرأ ذلك بجزم {يضاعف} و {يخلد}، ورجّح مستندًا إلى اللغة قراءة الجزم فيهما بقوله: «والصواب مِن القراءة عندنا فيه جزم الحرفين كليهما: {يضاعفْ} و {يخلدْ}، وذلك أنه تفسير لـ» الأثام"، لا فعلٌ له، ولو كان فِعلًا له كان الوجه فيه الرفع، كما قال الشاعر: متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد فرفع «تعشو»؛ لأنه فعل لقوله: تأته. معناه: متى تأته عاشيًا".