وذكر ابنُ جرير (١٣/ ٢٣٢) أنّ القراءة الأولى بمعنى: واللهُ خيرُكم حِفظًا. وأنّ القراءة الثانية على توجيه الحافظ إلى أنّه تفسير للخير، كما يقال: هو خير رجلًا، والمعنى: فالله خيركم حافِظًا، ثم حذفت الكاف والميم. وذكر ابنُ عطية (٥/ ١١٤) أنّ مَن قرأ بالقراءة الأولى فهو مع قولهم: {ونحفظ أخانا}. وأنّ مَن قرأ بالألف فهو مع قولهم: {وإنا له لحافظون}. ورجَّح ابنُ جرير صِحَّة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما، وتقارب معناهما، فقال: «والصواب مِن القول في ذلك: أنّهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، قد قرأ بكل واحدة منهما أهل علم بالقرآن، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وذلك أنّ من وصف الله بأنّه خيرهم حِفْظًا فقد وصفه بأنّه خيرهم حافظًا، ومَن وصفه بأنّه خيرهم حافظًا فقد وصفه بأنّه خيرهم حفظًا». ونقل ابنُ عطية (٥/ ١١٤) عن أبي عمرو الداني أنّ ابن مسعود قرأ: (فاللهُ خَيْرٌ حافِظٌ وهُوَ خَيْرُ الحافِظِينَ). وانتقده بقوله: «وفي هذا بُعْد». ولم يذكر مستندًا.