وذكر ابنُ جرير (١٥/ ١٤٧ - ١٤٨) أن قراءة النصب بمعنى: كبرت كلمتهم التي قالوها كلمةً. وأنها نصبت على التمييز كما يقال: نعم رجلًا قام. أو على التعجب، والتقدير: أكْبِر بها كلمة، كما قال -جل ثناؤه-: {وساءت مرتفقا} [الكهف: ٢٩]. وبنحوه ابنُ كثير (٩/ ١٠٢ - ١٠٣). وذكر ابنُ عطية (٥/ ٥٦٤) أن البعض جعل نصْبها على الحال، والتقدير: كَبُرَتْ فريتهم أو نحو هذا كَلِمَةً. وأما قراءة الرفع فقد ذكر ابنُ جرير أنها كما يقال: عظُم قولك وكبر شأنك. وأن قوله: {كبرت كلمة} على هذه القراءة ليس مضمرًا، وإنما صفة للكلمة. وبنحوه ابنُ كثير (٩/ ١٠٢ - ١٠٣). وذكر ابنُ عطية أن قراءة {كلمة} بالرفع فهذا على أنها فاعلة لـ {كبرت}. ورجَّح ابنُ جرير (١٥/ ١٤٨) قراءة الرفع مستندًا إلى الإجماع، فقال: «لإجماع الحجة من القراء عليها». وذكر ابنُ كثير (٩/ ١٠٣) أن المعنى على قراءة الرفع أظهر، وعلل ذلك بقوله: «فإن هذا تبشيعٌ لمقالتهم، واستعظام لإفكهم؛ ولهذا قال: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم} أي: ليس لها مستند سوى قولهم، ولا دليل لهم عليها إلا كذبهم وافتراؤهم؛ ولهذا قال: {إن يقولون إلا كذبا}».