للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢)}

١٥٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، قال: لا تكتموا الحقَّ وقد علمتم أن محمدًا رسول الله. فنهاهم عن ذلك (١). (١/ ٣٤١)

١٥٧٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، أي: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي، وما جاء به، وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم (٢). (١/ ٣٣٨)

١٥٧٨ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، قال: كتموا نعتَ محمد - صلى الله عليه وسلم - (٣). (ز)

١٥٧٩ - عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، قال: يكتم أهل الكتابِ محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل (٤) [٢٠٥]. (ز)


[٢٠٥] قال ابنُ جرير (١/ ٦٦٩ - ٦٧٠): «وفي قوله: {وتكتموا الحق} وجهان من التأويل: أحدهما: أن يكون الله -جل ثناؤه- نهاهم عن أن يكتموا الحق، كما نهاهم أن يلبسوا الحق بالباطل، فيكون تأويل ذلك حينئذ: ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق، ويكون قوله: {وتكتموا} عند ذلك مجزومًا بما جُزِم به {تلبسوا} عطفًا عليه. والوجه الآخر منهما: أن يكون النهي من الله -جل ثناؤه- لهم عن أن يلبسوا الحق بالباطل، ويكون قوله: {وتكتموا الحق} خبرًا منه عنهم بكتمانهم الحق الذي يعلمونه، فيكون قوله: {وتكتموا} حينئذ منصوبًا لانصرافه عن معنى قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}؛ إذ كان قوله: {ولا تلبسوا} نهيًا، وقوله: {وتكتموا الحق} خبرًا معطوفًا عليه، غير جائز أن يُعاد عليه ما عمل في قوله: {تلبسوا} من الحرف الجازم، وذلك هو المعنى الذي يسميه النحويون صرفًا». وذكر أن الأول قول ابن عباس، وأن الثاني قول أبي العالية، ومجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>