وذكر ابنُ جرير (٢١/ ١٥٨ - ١٥٩) أن القراءة الأولى بمعنى: فأصبحوا لا ترى أنت -يا محمد- إلا مساكنهم. وأنّ القراءة الثانية بالياء ورفع المساكن، بمعنى: أنه لا يرى في بلادهم شيء إلا مساكنهم. وبنحوه قال ابنُ عطية (٧/ ٦٢٧). ورجَّح ابنُ جرير (٢١/ ١٥٩) صحة القراءة الأولى والثانية؛ لقراءة القراء بها، فقال: «وبأي القراءتين اللتين ذكرت قرأ ذلك القارئ فمصيب، وهو القراءة برفع المساكن إذا قرئ قوله: {يرى} بالياء وضمّها. وبنصب المساكن إذا قرئ قوله: {ترى} بالتاء وفتحها». وانتقد القراءة الأخيرة مستندًا إلى اللغة، فقال: «وأما التي حكيت عن الحسن فهي قبيحة في العربية، وإن كانت جائزة، وإنما قبحت لأن العرب تذكّر الأفعال التي قبل» إلا «، وإن كانت الأسماء التي بعدها أسماء إناث، فتقول: ما قام إلا أختك، ما جاءني إلا جاريتك. ولا يكادون يقولون: ما جاءتني إلا جاريتك. وذلك أن المحذوف قبل» إلا «» أحد «، أو» شيء «و» أحد «، و» شيء «تذكّر فعلهما العرب، وإن عني بهما المؤنث، فتقول: إن جاءك منهن أحد فأكرمه، ولا يقولون: إن جاءتك». وكذا انتقدها ابنُ عطية (٧/ ٦٢٨) بقوله: «وفي هذه القراءة استكراه».