للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آرم] بن شيم بن سام بن نوح، وكانوا أصهاره، وكان طول أحدهم اثني عشر ذراعًا، وكان فيهم المُلْك، فلما كذّبوا هودًا حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين، فلما دنا هلاكهم أوحى الله إلى الخُزّان -خُزّان الريح- أنْ أرسِلوا عليهم من الريح مِثل منخر الثَّور، فقالت الخُزّان: يا ربّ، إذًا تنسف الرّيح الأرضَ ومَن عليها. قال: أرسِلوا عليهم مِثل خرْق الخاتم. يعني: على قدْر حلقة الخاتم، ففعلوا، فجاءت ريح باردة شديدة تُسمّى: الدَّبور من وراء دكاوك (١) الرمل، وكان المطر يأتيهم مِن تلك الناحية فيما مضى، فمن ثَمَّ {قالوا هَذا عارِضٌ مُمْطِرُنا}. فعمد هو، فخطّ على نفسه وعلى المؤمنين خطًّا إلى أصل شجرة ينبع من ساقها عين، فلم يدخل عليهم مِن الرّيح إلا النَّسيم الطيّب، وجعلت الرّيح شدتها تجيء بالظّعن بين السماء والأرض، فلما رأَوا أنها ريح قالوا: يا هود، إنّ ريحك هذه لا تزيل أقدامنا، {وقالُوا مَن أشَدُّ مِنّا قُوَّةً} [فصلت: ١٥]، يعني: بطشًا، فقاموا صفوفًا، فاستقبلوها بصدورهم، فأزالت الرّيح أقدامهم. فقالوا: يا هود، إنّ ريحك هذه تزيل أقدامنا. فألْقتْهم الرّيح لوجوههم، ونسفت عليهم الرّمل، حتى إنه يُسمع أنين أحدهم مِن تحت الرّمل، فذلك قوله: {أوَلَمْ يَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أشَدُّ مِنهُمْ قُوَّةً} [فصلت: ١٥] (٢). (ز)

٧٠٦٠٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ساق اللهُ السّحابة السوداء التي اختار قَيْل بن عَنز بما فيها من النِّقمة إلى عاد، حتى تخرج عليهم مِن وادٍ لهم يقال له: المغيث، فلما رأَوها استبشروا، وقالوا: {هَذا عارِضٌ مُمْطِرُنا}. يقول الله - عز وجل -: {بَلْ هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ ألِيمٌ} (٣). (ز)

٧٠٦٠٩ - عن يحيى بن سلّام -من طريق أحمد- في قوله: {هذا عارض ممطرنا} قال: حسبوه سحابًا، وكان قد أبطأ عنهم المطر. قال الله - عز وجل -: {بل هو ما استعجلتم به} (٤). (ز)


(١) الدَكّاوات: رَوابٍ من طين. لسان العرب (دكك).
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٤ - ٢٥.
(٣) أخرجه ابن جرير ٢١/ ١٥٦، وأخرجه مطولًا جدًّا ١٠/ ٢٦٩ - ٢٧٤ وفيه قصة قيل بن عنز. وقد مضت عند تفسير قوله تعالى: {وإلى عادٍ أخاهُمْ هُودًا} [الأعراف: ٦٥] الآيات.
(٤) أخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص ١٩٧ (٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>