للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}

٢٠٧٦ - قال مقاتل بن سليمان: {إن الذين آمنوا} يعني: صَدَّقوا، يعني: أقَرُّوا، وليسوا بمنافقين، {والَّذِينَ هادُوا والنَّصارى} يعني: اليهود والنَّصارى (١) [٢٦٩]. (ز)

{وَالَّذِينَ هَادُوا}

٢٠٧٧ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- قال: نحن أعلم الناس من حيث تَسَمَّت اليهود باليهودية، بكلمة موسى - عليه السلام -: {إنا هدنا إليك} (٢). (١/ ٣٩٥)

٢٠٧٨ - عن عبد الله بن مسعود، قال: نحن أعلم الناس من أين تَسَمَّت اليهود باليهودية، والنصارى بالنصرانية، إنما تَسَمَّت اليهود باليهودية بكلمة قالها موسى: {إنا هدنا إليك}. فلما مات قالوا: هذه الكلمة كانت تعجبه. فتَسَمَّوْا باليهود (٣). (١/ ٣٩٥)


[٢٦٩] ذكر ابن عطية (١/ ٢٣٤ - ٢٣٥) أنه اختلف في المراد بـ {الذين آمنوا} في هذه الآية على أقوال: الأول: أنهم المنافقون في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونسبه لسفيان الثوري، وعلَّق عليه، بقوله: «كأنه قال: إنّ الذين آمنوا في ظاهر أمرهم، وقرنهم باليهود والنصارى والصابئين، ثم بَيَّن حكم مَن آمن بالله واليوم الآخر من جميعهم، فمعنى قوله: {من آمن} في المؤمنين المذكورين: من حقق وأخلص، وفي سائر الفرق المذكورة: من دخل في الإيمان». الثاني: أنّ الذين آمنوا هم المؤمنون حقًّا بمحمد، وعلَّق عليه، بقوله: «وقوله: {من آمن بالله} يكون فيهم بمعنى: من ثبت ودام، وفي سائر الفرق بمعنى: من دخل فيه». الثالث: أنهم أهل الحنيفية ممن لم يلحق محمدًا، كزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة، وورقة بن نوفل، والذين هادوا كذلك مِمَّن لم يلحق محمدًا، إلا من كفر بعيسى، والنصارى كذلك ممن لم يلحق محمدًا، والصابئين كذلك، قال: إنها نزلت في أصحاب سلمان الفارسي. وهو قول السدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>