للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذُكر أن لزيد بن أسلم كتاب في التفسير فعن يعقوب بن شيبة قال: "زيد ثقة من أهل الفقه، عالم بتفسير القرآن، له فيه كتاب" (١)، وقال الذهبي: "لزيد تفسير رواه عنه ابنه عبد الرحمن" (٢)، وقد أورد كتابه الثعلبي ضمن مصادره في تفسيره من رواية ابنه عبد الرحمن بن زيد، ومن طريق الطبري (٣)، لكن لا نعلم شيئًا عن ذلك الكتاب، وله في علم الناسخ والمنسوخ نسخة كبيرة أوردها عبد اللَّه بن وهب في جامعه (٤) يرويها عن القاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن زيد بن أسلم (٥).

* مقدار ما وصلنا من تفسير زيد:

مع شهرة زيد في التفسير إلا إنه لم يصلنا إلا القليل من تفسيره، بلغ في الموسوعة حدود (٢٧٢) أثرًا، وهي في مختلف موضوعات التفسير خصوصًا المفردات والغريب، ولعل أبرز أسباب قلة المأثور عنه في التفسير مع شهرته في هذا العلم:

١ - أنه لم يتخصص في التفسير فحسب -مثل ابنه عبد الرحمن-، بل كان محدثًا ثقةً مشهورًا، وفقيهًا ملمًّا، لذا وصفه الذهبي فقال: "الإمام، الحجة، القدوة، أبو عبد اللَّه العدوي، العمري، المدني، الفقيه" (٦).

٢ - المنهج الذي كان سائدًا في المدينة ربما لم يعطه فرصة أكبر للاجتهاد في التفسير مثل ما أتيح لأصحاب ابن عباس الذي كان يعلمهم ذلك ويحثهم عليه، بل ويطلب منهم الفتوى أمامه.

٣ - ما ذُكر من أن أغلب تفسيره نُسب إلى ابنه عبد الرحمن، لكن لا يصح مثل هذا الحكم لأن ما روي عن الشخص فهو منسوب إليه حتى يصرح بأخذه عن غيره (٧).


(١) تاريخ الإسلام ٣/ ٦٥٦.
(٢) سير أعلام النبلاء ٥/ ٣١٦.
(٣) ينظر: تفسير الثعلبي ٢/ ٨٦.
(٤) الجامع، لابن وهب - علوم القرآن ٣/ ٦٤.
(٥) وقد أودعت برمتها في الموسوعة.
(٦) سير أعلام النبلاء ٥/ ٣١٦.
(٧) ينظر في مناقشة ذلك: تفسير أتباع التابعين ص ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>