ثم رجَّح القول الأول -مستندًا إلى أقوال السلف- وهو قول ابن عباس، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنهم أعلم بذلك، وإن كان للذي قاله مَن ذكرنا قوله من أهل العربية وجْهٌ». واستدرك عليه ابنُ كثير (١٤/ ٣٦٥) -مستندًا إلى السياق، والنظائر- قائلًا: «ولو أنّ هذا القائل تأوّل ذلك بمعنى {والنَّهارِ إذا جَلاها} أي: البسيطة، لكان أولى، ويصح تأويله في قوله: {والليل إذا يغشاها} [الشمس: ٤]، فكان أجود وأقوى، والله أعلم. ولهذا قال مجاهد: {والنهار إذا جلاها} إنه كقوله: {والنهار إذا تجلى} [الليل: ٢]». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٦٢٨) لمرجع الضمير في الآية احتمالين، فقال: «والضمير في {جَلّاها} يحتمل أن يعود على الشَّمْسِ، ويحتمل أن يعود على الأرض وعلى الظُّلمة، وإن كان لم يجئ لذلك ذكر فالمعنى يقتضيه. قاله الزَّجّاج».