للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنفسُهم بالموت: {كَمْ مِن فِئَةٍ} يعني: جند قَلِيلَةٍ عددُهم {غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً} عددُهم {بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصّابِرِينَ} يعني: بني إسرائيل في النَّصْرِ على عَدُوِّهِم. فرَدَّ طالوتُ العُصاةَ، وسار بأصحاب الغرفة، حَتّى عايَنُوا العَدُوَّ (١). (ز)

١٠٠٦٥ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: {قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله}: الذين اغترفوا وأطاعوا. الَّذِين مَضَوْا مع طالوت المؤمنون، وجَلَسَ الذين شَكُّوا (٢). (ز)

١٠٠٦٦ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-: الذين لم يأخذوا الغرفة أقوى من الذين أخذوا، وهم الذين قالوا: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} (٣) [٩٦٦]. (ز)

{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٢٥٠)}

١٠٠٦٧ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: فجاء جالوتُ في عَدَدٍ كثيرٍ وعُدَّةٍ، {ولَمّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أفْرِغْ عَلَيْنا صَبْرًا وثَبِّتْ أقْدامَنا وانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ} (٤). (ز)

١٠٠٦٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَمّا بَرَزُوا لقتال لِجالُوتَ وجُنُودِهِ} قال أصحاب الغرفة {قالُوا رَبَّنا أفْرِغْ عَلَيْنا صَبْرًا} يعني: ألْقِ؛ اصْبُب علينا صَبْرًا -كقوله سبحانه: {أفْرِغْ}


[٩٦٦] اختلف أهل التأويل في مَن قال: {لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده} على قولين: الأول: هم أهل إيمان، ولكنَّهم أضعفُ يقينًا مِمَّن قالوا: {كم مِن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله}. والثاني: هم أهل كفر بالله ونفاق، وليسوا مِمَّن شَهِد قتال جالوت وجنوده؛ لأنّهم انصرفوا عن طالوت ومَن ثَبَتَ معه لقتال عَدُوِّ الله جالُوتَ ومَن معه، وهم الذين عَصَوْا أمْرَ اللهِ لِشُرْبِهِم مِن النَّهَر.
وقد رَجَّحَ ابنُ جرير (٤/ ٤٩٥) القولَ الثاني، كما ذكرنا آنفًا، استنادًا إلى السياق، وهو قول ابن عباس، والسدي، وابن جريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>