للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (٨٨)}

٢٨٢٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه} يعني: الذين تكبَّروا عن الإيمان، وهم الكبراء: {لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} يعنون: الشرك؛ أو لتدخلن في ملتنا، {قال أولو كنا كارهين} (١). (ز)

{قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا}

٢٨٢٥٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال لهم شعيب: {قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم} الشرك، يعني: إن دخلنا في دينكم {بعد إذ نجانا الله منها} يقول: بعد إذ لم يجعلنا الله من أهل ملتكم الشرك (٢) [٢٥٨٧]. (ز)

{وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا}

٢٨٢٥٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {وما يكون لنا أن نعود فيها} قال: ما ينْبغِي لنا أن نعودَ في شِرْكِكم بعدَ إذْ نجّانا الله، {إلا أن يشاء الله


[٢٥٨٧] بيّن ابنُ عطية (٣/ ٦١٣ - ٦١٤) أن لـ {عدنا} معنيين في كلام العرب، الأول: أن تكون بمعنى عَوْد الشيء إلى حال كان عليها قبل ذلك. الثاني: أن تكون بمعنى: صار، ولا تتضمن أن الحال كانت متقدمة. ثم قال معلِّقًا: «وشعيب - عليه السلام - لم يكن قط كافرًا، يقتضي أنها بمعنى: صار، وأمّا في جهة المؤمنين بعد كفرهم فيترتب المعنى الآخر، ويخرج عنه شعيب، إلا أن يريدوا عَوْدته إلى حال سكوته قبل أن يبعث».
والظاهر مِن كلام ابن تيمية (٣/ ١٧٤ - ١٧٨) أنه فسَّر {إن عدنا في ملتكم} بأنّ العَوْد هنا هو الرجوع إلى حال قومه من الكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>