للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأن أهل الكوفة وأهل المدينة أيضًا مقلين في باب رواية التفسير، بخلاف أهل مكة الذين رووا مئات الآثار من تفسير شيخهم ابن عباس، وكذلك أهل البصرة.

وقد يكون مراده أنهم أكثر الناس فهمًا للقرآن لأنهم من التابعين المخضرمين أقران الصحابة، ومن العرب صَلِيبةً الذين لم يخالطهم اللحن، ولم تفسد ألسنتهم بالعجمة، فلا يشك في فهمهم للقرآن أكثر من الجيل الذي بعدهم، وهو تعليل له وجه؛ لأن ابن تيمية ذكر أعلم الناس بالتفسير ولا يلزم منه كثرة الرواية عنهم.

عمومًا هذه مجرد تعليلات ترد على الخاطر، والمسألة تحتاج إلى دراسة وتحرير! واللَّه أعلم.

* توصيات:

وبعد؛ فهذه دراسة مقتضبة وإحصاء سريع متعلق بالتفسير المباشر لأفراد السلف، وهناك قضايا عديدة يمكن دراستها والخروج بنتائج نفيسة من خلال إحصاءاتها في الموسوعة، من ذلك على سبيل المثال:

١ - دراسة آثار نزول الآية، وكذلك الناسخ والمنسوخ (١)، وتحليل كل منها للخروج بنتائج مهمة متعلقة بمسارها لدى كل طبقة من طبقات السلف، ومدى توسّعهم فيها، وما يترتب على ذلك من أحوال وأحكام (٢).

٢ - إحصاء طرق كل مفسر ودراستها لنستنتج أسباب القلة والكثرة في هذه الطرق، وما يترتب عليه من المعاني المتعارضة المروية عن المفسر الواحد.

٣ - الدراسة الموضوعية لآثار كل طبقة من هذه الطبقات -أو أهل مصر معين، أو أفرادهم- للتعرف على موضوع التفسير الغالب على كل منهم، ومن خلال ذلك يمكننا تحديد من هو المفسر للقرآن بالمعنى الدقيق، ففي رأيي القاصر أن إطلاق مصطلح "مفسر" على مَن اقتصرت آثاره على تفسير آيات السيرة أو القصص أو الأحكام غير دقيق وفيه تَجوُّز؛ لأنه ربما ذكر ما يتعلق بهذه الآيات في فنِّه وتخصصه، ولم يتطرق إلى ما لا يتعلق بتخصصه من المعاني، وقد مر معنا أمثلة


(١) وهما من الموضوعات التي استقصتها الموسوعة من المصادر المتوفرة، وهذا بخلاف القراءات والأحكام.
(٢) على سبيل المثال ينظر دراسة عن أسباب النزول والنسخ عند أتباع التابعين في كتاب: أتباع التابعين: عرض ودراسة لمُقَيِّدِه ص ٣٢٤ - ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>