للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٧٧٠ - قال مقاتل بن سليمان: {ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}، يعني: بالقرآن بعد المعرفة (١) [٢٢٥٧]. (ز)

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}

[نزول الآية]

٢٤٧٧١ - قال مقاتل بن سليمان: {ولقد كذبت رسل من قبلك}، وذلك قبل كفار مكة؛ لأنّ كفار مكة قالوا: يا محمد، ما يمنعك أن تأتينا بآية كما كانت الأنبياء تجيء بها إلى قومهم؟ فإن فعلت صدَّقناك، وإلا فأنت كاذب. فأنزل الله يُعَزِّي نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ ليصبر على تكذيبهم إياه، وأن يقتدي بالرسل قبله: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} في هلاك قومهم، وأهل مكة بمنزلتهم، فذلك قوله: {ولا مبدل لكلمات الله} (٢). (ز)

[تفسير الآية]

٢٤٧٧٢ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: {ولقد كذبت رسل من قبلك} الآية، قال: يُعَزِّي نبيه - صلى الله عليه وسلم - (٣). (٦/ ٤٢)

٢٤٧٧٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا}، قال: يُعزِّي نبيه - صلى الله عليه وسلم - كما تسمعون، ويخبرُه أن الرسلَ قد


[٢٢٥٧] جعل البعض هذه الآية في الكفار المعاندين، والبعض جعلها في الكفار عامة دون تخصيص أهل العناد، وذكر ابنُ عطية (٣/ ٣٥١) أنّ معنى الجحود على القول الأول -الذي قاله قتادة، والسدي- على حقيقته. وأما على الثاني فيكون في اللفظة تجوُّز، وذلك أنهم لما أنكروا نبوته وراموا تكذيبه بالدعوى التي لا تعضدها حجة عبَّر عن إنكارهم بأقبح وجوه الإنكار، وهو الجحد تغليظًا عليهم، وتقبيحًا لفعلهم، إذ معجزاته وآياته نيرة يلزم كل مفطور أن يعلمها ويقربها. ثم قال: «وجميع ما في هذه التأويلات من نفي التكذيب إنما هو عن اعتقادهم، وأما أقوال جميعهم فمكذبة، إما له وإما للذي جاء به».

<<  <  ج: ص:  >  >>