للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليد، والعصا؛ آمنت به بنو إسرائيل، {قالُوا} أي: قال فرعون وحده لقومه للملأ، يعني: الأشراف: {اقْتُلُوا أبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} يعني: مع موسى، {واسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ} يقول: اقتلوا أبناءهم، ودَعوا البنات. فلما همُّوا بذلك حبسهم الله عنهم حين أقطعهم البحر، يقول الله - عز وجل -: {وما كَيْدُ} فرعون الذي أراد ببني إسرائيل مِن قتْل الأبناء واستحياء النساء {إلّا فِي ضَلالٍ} يعني: خسار (١). (ز)

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ}

٦٧٩٧٢ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، {وقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أقْتُلْ مُوسى}، قال: أنظر مَن يمنعه مني (٢). (١٣/ ٣٤)

٦٧٩٧٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وقالَ فِرْعَوْنُ} لقومه القِبط: {ذَرُونِي أقْتُلْ مُوسى} يقول: خلُّوا عني أقتل مُوسى، {ولْيَدْعُ رَبَّهُ} فليمْنعه ربه من القتل (٣). (ز)

{إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (٢٦)}

[قراءات]

٦٧٩٧٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق حميد الأعرج- أنه كان يقرأ: (وأَنْ يَظَّهَّرَ فِي الأْرْضِ الفَسادُ) (٤) [٥٦٧٧]. (ز)


[٥٦٧٧] اختُلف في قراءة قوله: {أو أن يظهر في الأرض الفساد}؛ فقرأ قوم: {أو أن يُظْهِر في الأرض الفسادَ}، وقرأ آخرون: «أوْ أن يَظْهَرَ فِي الأَرْضِ الفَسادُ».
وذكر ابنُ عطية (٧/ ٤٣٥): «أن فرعون على القراءة الأولى خاف أمرين، وعلى الثانية خاف أمرًا واحدًا».
وذكر ابنُ كثير (١٢/ ١٨٤): «أن الأكثرين على القراءة الأولى».
ورجَّح ابن جرير (٢٠/ ٣٠٩) صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما لدى القراء، وتقارب معناهما، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، وذلك أنّ الفساد إذا أظهره مُظْهِر كان ظاهرًا، وإذا ظهر فبإظهار مظهِر يظهر، ففي القراءة بإحدى القراءتين في ذلك دليل على صحة معنى الأخرى، وأما القراءة في: {أو أن يظهر} بالألف وبحذفها، فإنهما أيضًا متقاربتا المعنى؛ وذلك أن الشيء إذا بُدّل إلى خلافه فلا شك أن خلافه المبدّلَ إليه الأول هو الظاهر دون المبدلِ، فسواء عطف على خبره عن خوفه من موسى أن يبدل دينهم بالواو أو بـ {أو}؛ لأن تبديل دينهم كان عنده هو ظهور الفساد، وظهور الفساد كان عنده هو تبديل الدين».

<<  <  ج: ص:  >  >>