للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٦٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وكذلك أعثرنا}، يقول: وهكذا أطْلَعْنا (١). (ز)

{لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا}

٤٤٦٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: {عليهم ليعلموا} يعني: ليعلم كفارهم ومكذبوهم بالبعث إذا نظروا إليهم {أن وعد الله حق} في البعث أنه كائن، {و} ليعلموا {أن الساعة} آتية، يعني: قائمة، {لا ريب فيها} يعني: لا شك فيها -في القيامة- بأنها كائنة (٢). (ز)

٤٤٦٠٦ - قال يحيى بن سلام: {ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم}، كانت تلك الأُمَّة الذين هربوا منهم قد بادت، وخُلِقت بعدهم أمة أخرى، وكانوا على الإسلام، ثم إنهم اختلفوا في البعث؛ فقال بعضهم: يبعث الناس في أجسادهم. وهؤلاء المؤمنون، وكان الملك منهم، وقال بعضهم: تبعث الأرواح بغير أجساد. فكفروا، وهذا قول أهل الكتاب اليوم، فاختلفوا، فبعث الله أصحاب الكهف آيةً ليُعْلِمَهم أنّ الناس يبعثون في أجسادهم. وقال في آية أخرى: {يوم يقوم الروح} [النبأ: ٣٨] روح كل شيء في جسده. وهو قوله: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: ٦]. فلما بعث أصحاب الكهف صاحبَهم بالدراهم ليشتري لهم بها طعامًا، وهم يرون أنها تلك الأمة المشركة الذين فروا منهم، فأمروا صاحبهم أن يتلطف ولا يشعر بهم أحدًا، فلما دخل المدينة، وهي مدينة بالروم يُقال لها: فسوس، فأخرج الدراهم ليشتري بها الطعام، استُنكرت الدراهم، وأُخِذَ، فذُهب به إلى ملك المدينة، فإذا الدراهم دراهم الملك الذي فروا منه، فقالوا: هذا رجل وجد كنزًا. فلما خاف على نفسه أن يُعَذَّب أطلع على أصحابه، فقال لهم الملك: قد بيَّن اللهُ لكم ما اختلفتم فيه، فأعلمكم أن الناس يبعثون في أجسادهم. فركب الملك والناسُ معه حتى انتهوا إلى الكهف، وتقدم الرجل حتى إذا دخل على أصحابه فرآهم ورأوه ماتوا؛ لأنهم قد كانت أتت عليهم آجالهم. فقال القوم: كيف نصنع بهؤلاء؟ {فقالوا ابنوا عليهم بنيانا} فـ {قال الذين غلبوا على أمرهم} رؤساؤهم وأشرافهم. وقال بعضهم -مؤمنوهم-: {لنتخذن عليهم مسجدا} (٣). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٥٧٩ - ٥٨٠.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٥٧٩ - ٥٨٠.
(٣) تفسير يحيى بن سلام ١/ ١٧٦ - ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>