٣٥٤٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- {كن فيكون}، قال: فهو خَلَق الإنسان (٢). (ز)
٣٥٤٦ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قال:{فإنما يقول له كن فيكون}، وهذا من لغة الأعاجم، وهي بالعبرية: أصْنَعُ (٣). (ز)
٣٥٤٧ - قال مقاتل بن سليمان:{وإذا قضى أمرا} في علمه أنّه كائن {فإنما يقول له كن فيكون}، لا يُثَنِّي قولَه كفعل المخلوقين، وذلك أنّ الله - عز وجل - قضى أن يكون عيسى - عليه السلام - في بطن أمه من غير أب، فقال له: كن. فكان (٤). (ز)
٣٥٤٨ - قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {إذا قضى أمرا}، يقول: مما يشاء، وكيف، فيكون كما أراد (٥)[٤٦٨]. (ز)
[٤٦٨] رجَّحَ ابن جرير (٢/ ٤٦٩ - ٤٧٠ بتصرف) بظاهر الآية، ودليل العقل، والنظائر عمومَ المعنى وشمولَه لكل ما يندرج تحته، فقال: «وأَوْلى الأقوال بالصواب في قوله: {وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} أن يقال: هو عامٌّ في كل ما قضاه الله ودَبَّره؛ لأن ظاهر ذلك ظاهر عموم، وغير جائزة إحالة الظاهر إلى الباطن من التأويل بغير برهان، وإذ كان ذلك كذلك فأمر الله لشيء إذا أراد تكوينه موجودًا بقوله: {كن} في حال إرادته إياه مكونًا، لا يتقدم وجود الذي أراد إيجاده وتكوينه إرادته إياه، ولا أمره بالكون والوجود، ولا يتأخر عنه، فغير جائز أن يكون الشيء مأمورًا بالوجود مرادًا كذلك إلا وهو موجود، ولا أن يكون موجودًا إلا وهو مأمور بالوجود مراد كذلك، ونظير قوله: {وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} قوله: {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون} [الروم: ٢٥] بأن خروج القوم من قبورهم لا يتقدم دعاء الله، ولا يتأخر عنه».