للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه} إلى {ويهديكم صراطا مستقيما}. فلما فتحت خيبر جعلها لِمَن غزا معه الحُدَيبية وبايع تحت الشجرة مِمَّن كان غائبًا وشاهدًا، مِن أجل أنّ الله كان وعدهم إيّاها، وخمَّس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، ثم قسم سائرها مغانم بين مَن شهدها من المسلمين، ومَن غاب عنها مِن أهل الحُدَيبية (١). (١٣/ ٤٨٣)

[تفسير الآية]

٧١٢٨٠ - عن علي بن أبي طالب -من طريق عطية، عن أصحاب علي- =

٧١٢٨١ - وعبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- قالا في قوله تعالى: {وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً}: فتوحٌ من لَدُنْ خَيْبَر {تَأْخُذُونَها} تَلُونها، وتَغْنمون ما فيها (٢). (١٣/ ٤٨٨)

٧١٢٨٢ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها}، قال: المغانم الكثيرة التي وُعِدوا: ما يأخذون حتى اليوم (٣). (١٣/ ٤٨٥)

٧١٢٨٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها}، قال: يوم خَيْبَر =

٧١٢٨٤ - كان أبي [زيد بن أسلم] يقول ذلك (٤). (ز)

٧١٢٨٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها} مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومِن بعده إلى يوم القيامة (٥) [٦٠٦٠]. (ز)


[٦٠٦٠] اختُلف في معنى: {وعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها} أيُّ المغانم هي؟ على قولين: الأول: هو كلّ مَغْنَم غَنِمه المسلمون. الثاني: هي مغانم خَيْبَر.
وعلَّق ابنُ جرير (٢١/ ٢٨٠) على القول الأول بقوله: «وعلى هذا التأويل يَحْتَمِل الكلام أن يكون مرادًا بالمغانم الثانية: المغانمُ الأولى، ويكون معناه عند ذلك: فأثابهم فتحًا قريبًا ومغانمَ كثيرةً يأخذونها، وعدكم الله -أيُّها القوم- هذه المغانم التي تأخذونها، وأنتم إليها واصلون عِدَةً، فجعل لكم الفتح القريب من فتح خَيْبَر. ويَحْتَمِل أن تكون الثانية غير الأولى، وتكون الأولى من غنائم خَيْبَر، والغنائم الثانية التي وعَدَهموها من غنائم سائر أهل الشرك سواهم».
ورجَّح (٢١/ ٢٨١) -مستندًا إلى الدلالة العقلية- أنها سائر المغانم التي غنموها بعد خَيْبَر، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن الله أخبر أنه عجَّل لهم هذه التي أثابهم من مسيرهم الذي ساروه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة، ولِما عُلِم مِن صحة نيَّتهم في قتال أهلها؛ إذ بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن لا يفرُّوا عنه، ولا شكّ أن التي عُجِّلَت لهم غير التي لم تُعَجَّل لهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>