فأمره أن يسير تلقاء مدين، وأعطاه العصا، فسار مِن مصر إلى مدين في عشرة أيام بغير دليل، فذلك قوله - عز وجل -: {ولما توجه تلقاء مدين}(١)[٤٩٤٢]. (ز)
٥٨٤٠٩ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ذُكِر لي: أنّه خرج على وجهه خائفًا يترقب ما يدري أيَّ وجه يسلك، وهو يقول:{رب نجني من القوم الظالمين}(٢). (ز)
٥٨٤١٠ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{فخرج منها خائفًا يترقب}، قال: يترقَّبُ الطلب مخافة (٣). (ز)
٥٨٤١١ - قال يحيى بن سلّام: قال الله: {فخرج منها} مِن المدينة (٤). (ز)
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ}
٥٨٤١٢ - عن سعيد بن جبير -من طريق المنهال بن عمرو- قال: خرج موسى مِن مِصر إلى مدين، وبينها وبينها مسيرة ثمان، قال: وكان يُقال: نحو مِن الكوفة إلى البصرة. ولم يكن له طعام إلا ورَق الشجر، وخرج حافيًا، فما وصل إليها حتى وقع خُفُّ قدمه (٥). (ز)
٥٨٤١٣ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي سعد- في قوله:{ولما توجه تلقاء مدين} قال: عرضت لموسى أربعة طرق، فلم يدر أيَّتها يسلك، فقال:{عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}. فأخذ طريق مدين (٦). (١١/ ٤٤٥)
٥٨٤١٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله:{تلقاء مدين}، قال: مدين: ماء كان عليه قوم شعيب (٧). (١١/ ٤٤٥)
[٤٩٤٢] نقل ابنُ عطية (٦/ ٥٨٢) قول مقاتل، وذكر فيه: أنّ الله أرسل له ملكًا -ويقال: هو جبريل - عليه السلام -، فسدَّده، وأعطاه عصا، ثم قال: «وروي: أنّ عصاه إنما أخذها لرعية الغنم في مدين». ورجَّحه لكثرة القائلين به قائلًا: «وهو أصحُّ وأكثر».