[٣٧٣٠] قال ابنُ جرير (١٤/ ٣٣٤ - ٣٣٥): «يقول -تعالى ذِكْرُه-: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك -يا محمد- بالعدل، وهو الإنصاف، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، ونُولي الحمدَ أهلَه. وإذا كان ذلك هو العدل، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحق الحمد عليها؛ كان جهلًا بنا حمدُها وعبادتها، وهي لا تنعم فتشكر، ولا تنفع فتعبد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولذلك قال مَن قال: العدل في هذا الموضع: شهادة أن لا إله إلا الله». [٣٧٣١] علَّقَ ابنُ عطية (٥/ ٣٩٩ - ٤٠٠ بتصرف) على كلام ابن عباس هذا بقوله: «في هذا نظر؛ لأن أداء الفرائض هي الإسلام حسبما فسره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث سؤال جبريل - عليه السلام -، وذلك هو العدل، وإنما الإحسان التكميلات والمندوب إليه، حسبما يقتضيه تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - لسؤال جبريل - عليه السلام -، بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». فإن صحَّ هذا عن ابن عباس فإنما أراد: أداء الفرائض مُكَمَّلَة».