للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}

٤١٩١٢ - عن علي بن أبي طالب -من طريق الكلبيّ، عن أبيه- أنه مَرَّ بقوم يتحدّثون، فقال: فيم أنتم؟ فقالوا: نتذاكَر المروءة. فقال: أوَما كَفاكم الله - عز وجل - ذاك في كتابه إذ يقول: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}؟ فالعدل: الإنصاف، والإحسان: التفضُّلُ، فما بقي بعد هذا؟ (١) [٣٧٢٩]. (٩/ ١٠٤)

٤١٩١٣ - قال سفيان بن عيينة: سُئِل علي عن قول الله - عز وجل -: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}. قال: العدل: الإنصاف، والإحسان: التفضل. وسُئِل: لأي شيء سمّى الله - عز وجل - نفسه: المؤمن؟ قال: يُؤْمَن عذابُه بالطاعة (٢). (ز)

٤١٩١٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {إن الله يأمر بالعدل} قال: شهادة أن لا إله إلا الله [٣٧٣٠]، {والإحسان} قال: أداء الفرائض (٣) [٣٧٣١]. (٩/ ١٠٢)


[٣٧٢٩] قال ابنُ عطية (٥/ ٣٩٩ بتصرف): «العدل: هو فعل كل مفروض من عقائد وشرائع، وسيرٌ مع الناس في أداء الأمانات، وترْكِ الظلم، والإنصافُ وإعطاءُ الحق. والإحسان: هو فعل كل مندوب إليه. فمن الأشياء ما هو كله مندوب إليه، ومنها ما فرض، إلا أن حدَّ الإجزاء منه داخل في العدل، والتكميل الزائد على حد الإجزاء داخل في الإحسان».
[٣٧٣٠] قال ابنُ جرير (١٤/ ٣٣٤ - ٣٣٥): «يقول -تعالى ذِكْرُه-: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك -يا محمد- بالعدل، وهو الإنصاف، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، ونُولي الحمدَ أهلَه. وإذا كان ذلك هو العدل، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحق الحمد عليها؛ كان جهلًا بنا حمدُها وعبادتها، وهي لا تنعم فتشكر، ولا تنفع فتعبد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولذلك قال مَن قال: العدل في هذا الموضع: شهادة أن لا إله إلا الله».
[٣٧٣١] علَّقَ ابنُ عطية (٥/ ٣٩٩ - ٤٠٠ بتصرف) على كلام ابن عباس هذا بقوله: «في هذا نظر؛ لأن أداء الفرائض هي الإسلام حسبما فسره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث سؤال جبريل - عليه السلام -، وذلك هو العدل، وإنما الإحسان التكميلات والمندوب إليه، حسبما يقتضيه تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - لسؤال جبريل - عليه السلام -، بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». فإن صحَّ هذا عن ابن عباس فإنما أراد: أداء الفرائض مُكَمَّلَة».

<<  <  ج: ص:  >  >>