للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالوا: لم يعلم عزيرٌ هذا العلمَ إلا لأنّه ابنُ الله. فذلك قوله: {وقالت اليهود عزير ابن الله} (١). (ز)

٣٢١٤٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيجٍ، في قوله: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، قال: قالها رجلٌ واحدٌ اسمه: فِنحاص (٢) [٢٩١٦]. (٧/ ٣١٩)

{وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ}

٣٢١٤٨ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {وقالت النصارى المسيح ابن الله} يعنون: عيسى ابن مريم، {ذلك قولهم بأفواههم} يقول: هم يقولون بألسنتهم مِن غيرِ علمٍ يعلمونه (٣) [٢٩١٧]. (ز)

{يُضَاهِئُونَ}

٣٢١٤٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {يضاهئون}، قال: يُشْبِهون (٤). (٧/ ٣٢٢)


[٢٩١٦] قال ابنُ عطية (٤/ ٢٩٢ - ٢٩٣): «الذي كثر في كتب أهل العلم: أنّ فرقة من اليهود تقول هذه المقالة. ورُوِي: أنّه لم يقلها إلا فِنْحاص. وقال ابن عباس: قالها أربعة مِن أحبارهم: سلام بن مشكم، ونعمان بن أوفى، وشاس بن قيس، ومالك بن الصيف. وقال النقاش: لم يبقَ يهوديٌّ يقولها، بل انقرضوا. قال القاضي أبو محمد: فإذا قالها واحدٌ فيتوجه أن يلزم الجماعة شنعة المقالة؛ لأجل نباهة القائل فيهم، وأقوال النبهاء أبدًا مشهورة في الناس، يحتج بها، فمن هنا صحَّ أن تقول الجماعة قول نَبِيهها».
وقال ابنُ تيمية (٣/ ٣٤١): «جِنسُ اليهود قال هذا، لم يقل هذا كلُّ يهوديٍّ».
[٢٩١٧] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٢٩٥) أنّ قوله: {بِأَفْواهِهِمْ} يتضمن مَعْنَيَين: الأول: إلزامهم المقالة، والتأكيد في ذلك كما قال: {يَكْتُبُونَ الكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ} [البقرة: ٧٩]، وكقوله: {ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ} [الأنعام: ٣٨]. الثاني: أي: هو ساذج لا حجة عليه ولا برهان، غاية بيانه أن يقال بالأفواه قولًا مُجَرَّدًا نفْس دعوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>