للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* منزلتها في العلم والتفسير:

هي أفقه نساء الأمة على الإطلاق، حتى كان الصحابة يستفتونها في كثير من الأمور، وكان علمها في مختلف الفنون، يقول ابن أختها عروة بن الزبير: "لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدًا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة، ولا بسُنّة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا بطِبٍّ منها، فقلت لها يا خالة: الطب من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فيُنعت لي الشيء، ويمرض المريض فيُنعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه" (١).

أما آثارها في التفسير فقد بلغت في الموسوعة (١٢٤) أثرًا، وهو عدد قليل مع ما عُرف عنها من العلم، لكن لعل مرَدّ ذلك إلى اشتغالها بالفقه والحديث أكثر من التفسير، لذا تجد أن أغلب ما ورد من تفسيرها متعلق بأحكام القرآن.

٤ - أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- (ت: ٥٧ هـ)

عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أسلم في السنة السابعة عام خيبر، كان فقيرًا من أهل الصفة، صحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أربع سنوات ولازمه ملازمة شديدة، وقد دعا له بالحفظ، فكان حفظه الخارق من معجزات النبوة كما ذكر الذهبي (٢)، توفي عام ٥٨ هـ.

* منزلته في العلم والتفسير:

كان أبو هريرة من حفاظ الصحابة وعلمائهم، اشتهر برواية حديث الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث بلغ ما رواه (٥٣٧٤) حديثًا، ومن ثَمّ كان أكثر الصحابة رواية للحديث، أخذ عنه المئون من الصحابة والتابعين، بلغوا أكثر من ٨٠٠ نفس، أما التفسير فلم يرد أنه كان متصديًا له، وقد بلغت آثاره في الموسوعة (١٧٢) أثرًا، ولا شك أن في اشتغاله برواية الحديث أثرًا كبيرًا في عدم تصدره للتفسير ومن ثم قلة آثاره فيه، وقد ذكره السيوطي في الصحابة الذين وردت عنهم آثار يسيرة في التفسير (٣). واللَّه أعلم.


(١) سير أعلام النبلاء ٢/ ١٨٣.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢/ ٤٩٥.
(٣) الإتقان، ط: المجمع ٦/ ٢٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>