وعلَّق ابنُ عطية (٢/ ٢٠٧) على هذا القول ذاكرًا ما يستند إليه من النّظائر، فقال: «وقال قوم: بل نادت ملائكةٌ كثيرةٌ حسبما تقتضيه ألفاظ الآية. وقد وجدنا الله تعالى بعث ملائكة إلى لوط، وإلى إبراهيم - عليه السلام -، وفي غير ما قصة». [١١٧٩] وجَّه ابنُ جرير (٥/ ٣٦٤ بتصرف) هذا القول الذي قال به السدي، ومقاتل، فقال: «فإن قال قائلٌ: وكيف جاز أن يُقال على هذا التأويل: {فنادته الملائكة} والملائكة جمع لا واحد؟ قيل: ذلك جائز في كلام العرب بأن تُخْبِر عن الواحد بمَذْهب الجمع، كما يُقال في الكلام: خرج فلان على بِغال البُرُد، وإنّما ركب بَغْلًا واحدًا، ورَكِب السُّفُن، وإنّما ركب سفينة واحدة. وقد قيل: إنّ منه قوله: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم} [آل عمران: ١٧٣]، والقائلُ كان -فيما ذُكِر- واحدًا، وذلك جائز عندهم فيما لم يُقْصَد فيه قَصْد واحد». وبنحوه قال ابنُ عطية (٥/ ٢٠٧ - ٢٠٨).