ورجَّحَ ابنُ جرير (١٩/ ٥٠٧ - ٥٠٨) القولَ الأولَ -وهو قول ابن عباس من طريق عطية العوفي، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة- استنادًا إلى النظائر، واللغة، فقال: "أولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل مَن قال: معناه: دائم خالص، وذلك أن الله - عز وجل - قال: {وله الدين واصبا} [النحل: ٥٢]، فمعلوم أنه لم يصفه بالإيلام والإيجاع، وإنما وصفه بالثبات والخلوص، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي: لا أشتري الحمد القليل بقاؤه ... يومًا بذم الدهر أجمع واصبا أي: دائمًا". وجمع ابنُ كثير (١٢/ ٧) بين القولين، فقال: «في الدار الآخرة لهم عذاب دائم موجع مستمر، كما قال: {وأعتدنا لهم عذاب السعير} [الملك: ٥]».