٨٣٨٣١ - قال مقاتل بن سليمان:{الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ} يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كان أثقَل ظهرك، فوضعناه عنك، لقوله:{إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ ويُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ويَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقِيمًا}[الفتح: ١ - ٢](١). (ز)
٨٣٨٣٢ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ} قال: أثقَله وجَهَده، كما يُنقِض البعيرَ حِملُه الثقيل، حتى يصير نِقضًا بعد أن كان سمينًا، {ووَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ} قال: ذنبك، {الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ} أثقَل ظهرك، وضعناه عنك، وخفّفنا عنك ما أثقَل ظهرك (٢)[٧٢١٥]. (ز)
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)}
٨٣٨٣٣ - عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:«أتاني جبريل، فقال: إنّ ربّك يقول: تدري كيف رفعتُ ذِكْرك؟ قلت: الله أعلم. قال: إذا ذُكِرتُ ذُكِرتَ معي»(٣). (١٥/ ٤٩٨)
٨٣٨٣٤ - عن عدي بن ثابت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سألتُ ربي مسألة وددتُ أني لم أكن سألتُه، قلتُ: أي ربِّ، اتخذتَ إبراهيم خليلًا، وكلّمتَ موسى تكليمًا. فقال: يا محمد، ألم أجدك يتيمًا فآويتُ، وضالًّا فهديتُ، وعائلًا فأغنيتُ، وشرحتُ لك صدرك، وحططتُ عنك وِزرك، ورفعتُ لك ذِكْرك، فلا أُذكرُ إلا ذُكرتَ معي، واتخذتُك خليلًا؟!»(٤). (١٥/ ٤٩٩)
[٧٢١٥] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٦٤٥) في قوله تعالى: {أنْقَضَ} أنّ «معناه: جعله نقْضًا، أي: هزيلًا مُعيبًا من الثقل». ونقل قولًا آخر، فقال: «وقيل: معناه: أسمع له نقيضًا، وهو الصوت». وعلَّق عليه بقوله: «وهو مثل نقيض السُّفن، وكلّ ما حمَّلْته ثقلًا فإنه يُنقض تحته».