للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}

٢٣١٣٣ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق خليد- في قوله: {لا تغلوا في دينكم}، يقول: لا تَبْتَدِعوا (١). (٥/ ٣٩٣)

٢٣١٣٤ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ يا أهْلَ الكِتابِ} يعني: نصارى نجران: {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} عن دين الإسلام، فتقولوا {غَيْرَ الحَقِّ} في عيسى ابن مريم (٢). (ز)

٢٣١٣٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصبغ بن الفرج- في قوله: {لا تغلوا في دينكم}، قال: الغلوُّ: فراقُ الحق. وكان مما غَلوا فيه أن دَعَوا لله صاحبةً وولدًا (٣). (٥/ ٣٩٣)

{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٧٧)}

٢٣١٣٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وضلوا عن سواء السبيل}، قال: يهود (٤). (٥/ ٣٩٤)

٢٣١٣٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا} قال: فهم أولئك الذين ضَلُّوا وأضَلُّوا أتباعَهم، {وضلوا عن سواء السبيل}: عن عدل السبيل (٥) [٢١٤٥]. (٥/ ٣٩٤)


[٢١٤٥] قال ابنُ عطية (٣/ ٢٢٧) في تفسير الآية: «ومعنى الآية: لا تتبعوا أنتم أهواءكم كما اتبع أولئك أهواءهم. فالمعنى: لا تتبعوا طرائقهم. والذي دعا إلى هذا التأويل أنّ النصارى في غُلُوِّهم ليسوا على هوى بني إسرائيل، هم بالضِّدِّ في الأقوال، وإنما اجتمعوا في اتباع نوع الهوى، فالآية بمنزلة قولك لمن تلومه على عِوَج: هذه طريقة فلان. تُمَثِّله بآخر قد اعْوَجَّ نوعًا آخر من الاعوجاج، وإن اختلفت نوازله».
وبيّن أن قوله تعالى: {قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا} وصف لليهود بأنهم قد ضلوا قديمًا، وأضلُّوا كثيرًا من أتباعهم، ثم ذكر قولًا آخر، فقال: «وذهب بعض المتأولين إلى أن المعنى: يا أهل الكتاب من النصارى، لا تتبعوا أهواء هؤلاء اليهود الذين ضلُّوا من قبل، أي: ضل أسلافهم وهم قبل مجيء محمد، وأضلوا كثيرًا من المنافقين، وضلوا عن سواء السبيل الآن بعد وضوح الحق».

<<  <  ج: ص:  >  >>